نتحدث عن النزاعات بين الدول العربية والتشاحن بين شعوبها ونغفل عن صفحات مشرقة من الاتفاق والتضامن الشعبي والمصاهرات والصداقات والشراكات والعلاقات التجارية والهجرات المتبادلة، ومساهمة الخبرات الوافدة والدعم المالي الذي تقدمه الدول العربية الغنية لبقية الدول، ناهيك عن المجالات الفنية والأدبية والرياضية.
نعم حدثت بين الدول العربية مؤامرات ودسائس ومقاطعات وغزو آثم، غير أن الأصل في العلاقات يبقى عصيا على البتر والقطع والقطيعة.
ولعل أطرف الأمثلة على عمق العلاقات العربية الأسر والعائلات التي تحمل أسماء الدول مثل عائلة (الشامي) سعودية و(المصري) أردنية و(الجزائري) سورية و(المغربي) كويتية و(البغدادي) ليبية، وغير ذلك من أسر عربية كريمة.
عرف العرب العرب وتعاملوا مع بعضهم بعضا قبل سايكس بيكو والجامعة العربية وقبل «عروبة» القوميين المشبوهة، فالقوافل التجارية الكويتية كانت تخرج من بوابة «الشامية» تحمل البضائع إلى حلب في سورية، وأشير إلى الأصل العراقي للفنان الكوميدي المصري نجيب الريحاني، وأختم بأن المصري حافظ وهبة الذي عمل في الكويت وتزوج إحدى بناتها كان من أهم مستشاري الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
ليس «كله عند العرب صابون»، فلديهم قهوة ومضافة وتاريخ مجيد.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق