سوق المناخ.. من منا لم يسمع عن هذا السوق القديم الذي شهد نهضة مالية للكثير من أهل الكويت، ثم شهد طفرة مالية غير مسبوقة تبعها انهيار مالي مازال البعض يئن من جراحه حتى هذا اليوم.
هذا السوق، وكأنه ارتبط بالحب والألم في نفس الوقت، حالياً يعاني عدد من المستأجرين فيه من مشكلة مع الشركة المديرة يمكن حلها بمنتهى السهولة لو تراضى الطرفان.
وأنا لا أطعن في حق الشركة في استيفاء حقوقها، ولا في حق الشركة في تعديل الإيجارات بما يلائم الوضع الراهن في البلاد وتكاليف تجديد عقدها مع الدولة، ولكن ما أرجوه ألا يتم إخلاء هذه المحال من أصحابها، خصوصاً من أمضوا فيها أكثر من ثلاثين عاماً، ويتمسكون ببقائهم في هذا السوق لأنه صار جزءاً من حياتهم، بآلامها وأحلامها، بسعادتها وتعاستها، بعضهم شاخوا وهرموا في هذا السوق، عدد منهم يفوق عددهم أصابع اليد الواحدة ماتوا في هذا السوق.. فوق مكاتبهم، فلا تنزعوا من الباقين منهم أرواحهم التي تسكن في سوق المناخ.
أعلم بوجود مشكلة في رفع الإيجارات، مثلما أعلم بوجود حالات التباس وقع فيها البعض عند دفع الإيجارات بالمحكمة بسبب الخلاف الحالي حول رفع الإيجارات، هذا الالتباس فوّت على هؤلاء من دون أن يقصدوا دفع إيجار شهر واحد، والمطلوب من إدارة السوق أن تعذرهم وتأخذ الإيجار المتأخر لشهر واحد منهم بشفاعة علاقة امتدت منذ افتتاح هذاالسوق، لا أن تنذرهم بالإخلاء.. حتى لو كان هذا حقها، علما بأنهم دفعوا ثلاثة شهور مقدما في المحكمة لكن الالتباس ضيع عليهم شهراً في الوسط.
هؤلاء أيضاً لهم حقوق في هذا المكان، وكلنا أمل في ألا تغفل الشركة المستثمرة والمديرة هذا الجانب الإنساني في تعاملها معهم في هذه المرحلة وتنظر بعين الاعتبار الى هذا الجانب.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق