شاهدت، وعبر سنوات من التجوال في قارات العالم القديم ونعني آسيا وأفريقيا وأوروبا، ما يسمى بـ «عجائب الدنيا السبع» أو ما تبقى منها وهي جميعا ابنية معابد وقبور واسوار بناها بشر في سالف العصور ولا تقارن بالطبع بعظمة ما يبنيه البشر هذه الأيام، كما يحتاج المرء في العادة إلى دليل سياحي كي يستوعب كنه المعجزة او العجيبة التي أمامه.
>>>
إبان زيارتي الحالية لدول العالم الجديد شاهدت شلالات المياه المتساقطة من جانبيها البرازيلي والأرجنتيني، وأعتقد بحق أن عجائب تلك الشلالات التي لم أر مثلها في العالم تفوق في عظمتها عجائب العالم القديم السبع مجتمعة كونها من صنع رب البشر بينما عجائب العالم القديم هي حجر صنعه بشر، والفارق بين ما يصنعه الخالق وما يصنعه المخلوق كبير جدا الى درجة لا يتصورها عقل.
>>>
وعجائب الحجر والبشر الجامدة قد تسر حاسة واحدة هي النظر وكثير منها يحيط به التلوث البيئي والبصري والسمعي بينما تخاطب عجائب الشلالات البرازيلية والأرجنتينية كل حواس الإنسان فتسعد العين بمشاهدة المياه المتحركة والمتساقطة وترتاح الاذن لسماع خرير المياه وتغريد الطيور، كما يشم الانف رائحة الورد والأعشاب، وتلمس اليد اطراف الأشجار والأوراق الندية ويمتلئ اللسان برذاذ المياه العذبة الباردة ومن لم يشاهد تلك العجائب فلا يحق له ان يدعي انه شاهد العالم!
>>>
آخر محطة: لا يجوز عقلا ومنطقا ان تحدد عجائب الدنيا السبع الجديدة عن طريق التصويت الإلكتروني الذي يعتمد على الغلبة العددية لمن لم ير ما في الدنيا من عجائب، كما هو الحال القائم، النهج الصحيح هو ان يتبنى خبراء مختصون من الامم المتحدة تقرير تلك العجائب بعد زيارة البلدان المعنية.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق