قبل ايام نشرت الزميلة «الوطن» خبرا مفاده ان جماعة السموم ينوون الطلب من القبائل استمرار تزكية مرشحيها الذين فازوا في انتخابات 2012 للترشح في الدوائر نفسها للانتخابات المقبلة. وقد نسبت الزميلة الخبر لمصادر في كتلة الاغلبية. لهذا فضلنا التريث وعدم التعليق عليه، لاحتمال ان يكون صادقا او كاذبا كأي خبر آخر. لكن يوم امس اكدت الزميلة «الراي» وفي تصريح منسوب للنائب عمار العجمي الذي وصفته الزميلة بانه مقرر اللجنة التنسيقية في كتلة «الغالبية» او السموم، ان النائب عمار دعا «القبائل التي اعتادت اجراء «التشاوريات» الى تزكية نواب 2012 لأنهم لم يمنحوا الوقت الكافي اذ أبطلت عضوية المجلس بعد أربعة أشهر من انعقاده».
الجماعة «الثورية» التي تطالب بتخطي الاوضاع الحالية باعتبارها غير دستورية وناقصة ديموقراطيا، هذه الجماعة التي تطالب برئيس وزراء شعبي ومنتخب، وامارة دستورية حسب ما يحلمون، الجماعة نفسها تبارك الانتخابات الفرعية او ما اصطلح على تسميته زورا وبهتانا بالتشاوريات وتضفي عليها المشروعية القانونية والدستورية والوطنية ايضا. ولا نعلم كيف يستقيم هذا النفس «الديموقراطي» النقي او العالي المزعوم مع نفس التعصب والتحزب نفسه الذي يشكله الانتماء القبلي والتعصب ضد بقية المواطنين. كيف يكون الانسان ديموقراطيا وسابقا زمانه واوضاعه، كما يطرح جماعة السموم، وفي الوقت نفسه يخرج من حضانة وعباءة انتخابات غير شرعية وعمل غير ديموقراطي ولا يمت حتى لروح العصر والانتماءات الشعبية والوطنية بصلة.
كيف لجماعة السموم ان يقنعونا برئيس الحكومة الشعبي والدستوري والديموقراطي والوطني ايضا وهم الذين يسبغون عليه الصفة القبلية ويباركون تعصبه وتحزبه ضد ابناء جلدته. كيف يكون الانسان ديموقراطيا او حتى وطنيا وهو المتعصب لقبيلته او طائفته؟! ولمصلحة من سيحكم هذا الرئيس الشعبي، لمصلحة قبيلته التي يدين لها بنجاحه ام لمصلحة الوطن الذي تحزب وتعنصر – ان جاز الاشتقاق – ضده؟
جماعة السموم، جماعة متخلفة، لا تمت للديموقراطية ولا للدستور ولا حتى للقوانين التي تتشدق بحمايتها بصلة. لكن الغريب ان هذه الجماعة لا تزال تحظى باحترام وتقدير ليس من البسطاء والناس العفويين فقط، بل باحترام وتقدير الكثير من سياسيينا والناشطين الوطنيين والديموقراطيين مع كل اسف.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق