دعا المستشار في الديوان الأميري والمبعوث الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية في دولة الكويت الدكتور عبدالله المعتوق هنا اليوم جميع الدول التي لم تف بتعهداتها بدعم اللاجئين السوريين إلى الالتزام بها نتيجة تزايد الاحتياجات خلال الاشهر العشرة الاخيرة.
وقال المعتوق خلال الجلسة رفيعة المستوى لأعمال اللجنة التنفيذية لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين “إن الشعب السوري يمر بأزمة إنسانية وحقوقية لم يسبق لها مثيل أفضت إلى نزوح اكثر من اربعة ملايين من العوائل السورية في الداخل ومليوني لاجئ في دول الجوار”.
واشاد بالجهود التي تبذلها دول الجوار السوري ومنها الاردن ولبنان تركيا والعراق في استضافة اللاجئين وفتح ابوابها لإيوائهم وتقديم الخدمات الانسانية والاغاثية لهم موضحا “غير ان حجم الكارثة يتطلب تضافر الجهود بمسعى دولي متكامل ويحتاج الى تنسيق تقديم المساعدات الانسانية لأشقائنا السوريين في الداخل والخارج وتوفير الاحتياجات الاساسية لهم من مأوى وخدمات صحية ومأكل وملبس وحماية وتعليم”.
وأعرب عن تقدير الكويت لحجم المسؤولية والضغط الكبير على العوائل المضيفة للاجئين السوريين وعلى البنية التحتية في الدول التي فتحت ابوابها لهم.
واشار الى ان مؤتمر المانحين لسوريا الذي استضافته الكويت في 30 يناير الماضي قد انتهى بتعهد عدد من الدول المشاركة بسداد حوالي 6ر1 مليار دولار لصالح اللاجئين السوريين.
وقال “ان الكويت على يقين بان الدعم المقدم منها الى المفوضية للتعامل مع الملف السوري والذي بلغ 110 ملايين دولار قد سد بعض الحاجات الانسانية في داخل وخارج سوريا من اجمالي 300 مليون دولار تعهدت بها دولة الكويت واوفت بها كاملة الى العديد من منظمات الامم المتحدة العاملة في المجال الانساني بالإضافة الى الصليب الاحمر الدولي”.
واشاد المعتوق بالجهود الكبيرة التي تبذلها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والمنظمات والوكالات الدولية الأخرى العاملة في الميدان “والتي تأتي في اطار العمل الانساني الممنهج والذي يحتكم الى اعلى درجات المهنية والمسؤولية”.
ولفت الى ان “اجتماع هذا العام يأتي في وقت تتزايد فيه وتيرة الكوارث والنكبات وتتعاظم الاحتياجات الانسانية في العالم بصورة كبيرة ما يتطلب من كافة الدول والمنظمات الانسانية الحكومية منها او غير الحكومية النهوض والتنسيق فيما بينها للوصول الى كل المتضررين وفق المقاييس الدولية”.
واوضح المعتوق “ان هذا التكاتف الدولي على كافة الصعد يجب أن يأتي ايمانا بأهمية الشراكة مع المنظمات الدولية والانسانية لتحقيق اعلى مستويات من الكفاءة لتحسين الاستجابة الانسانية”.
وشرح “ان ثقافة الفكر والعمل الانساني المشترك باتت ضرورية وحاجة ملحة للنهوض بالمجتمعات الفقيرة او المتأثرة بالكوارث لتخفيف المعاناة الانسانية في العديد من مناطق العالم لاسيما تلك التي تشهد نزاعات مسلحة واوضاعا سياسية غير مستقرة مثل سوريا واليمن وباكستان والسودان وفلسطين وميانمار وغيرها من الدول التي تعرضت لكوارث طبيعية”.
ونقل خالص تقدير الكويت الى جميع منظمات الامم المتحدة لدورها القيادي في عمليات الاستجابة الانسانية من خلال وضع آليات تنسيق لمنع الازدواجية في العمل الانساني ولصياغة وتطوير برامج ومبادرات اغاثية لإنقاذ حياة ملايين من البشر في اوضاع امنية خطيرة تهدد امن وسلامة عمال الاغاثة.
وشدد على أن الاوضاع العالمية المتقلبة التي تعصف بالعديد من الدول تحتم على المجتمع الدولي التكاتف والتعاون بشكل يركز على اسس متينة وقوانين تضبط العمل الانساني وتتسم بالمصداقية وتحترم قدرات الآخر.
قم بكتابة اول تعليق