ناقش الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات السلام في الشرق الاوسط والاوضاع في سوريا ومصر وايران خلال لقائهما في البيت الابيض اليوم قبيل خطاب نتنياهو في الامم المتحدة.
وفي ظهور مشترك لهما في المكتب البيضاوي بعد اجتماعهما اشاد اوباما بنتنياهو لدخوله في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية “بحسن نية” ومناقشة كيفية الوصول الى حل لما يبدو انه اكبر التحديات في المنطقة منذ زمن بعيد.
واضاف الرئيس الامريكي ان سعي الولايات المتحدة متواصل في المساعدة على تسهيل قيام مفاوضات جوهرية تؤدي الى قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامان مضيفا “لدينا وقت محدود لتحقيق هذا الهدف وانا اقدر شجاعة رئيس الوزراء كونه مستعدا للمضي قدما لتحقيق هذا الهدف”.
ومن جهته اعرب نتنياهو عن تقديره لوزير الخارجية الامريكية جون كيري واخرين في ادارة الرئيس الامريكي للمساعدة على تقدم عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين موضحا “مازلت ملتزما بهذا السلام وآمل ان تؤدي جهودنا المشتركة الى سلام دائم ومضمون”.
واكد انه من اجل تحقيق سلام دائم يجب ان يكون مبنيا على قدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها مضيفا “آمل ان نستطيع تحقيق انتقال تاريخي يوفر مستقبلا افضل لنا ولجيراننا الفلسطينيين ولجيراننا الاخرين”.
وفيما يتعلق بقضية ايران النووية قال اوباما انه بالنظر الى البيانات والاجراءات التي اتخذها النظام الايراني في السابق ضد اسرائيل فمن الواضح ان الكلمات الصادرة من طهران ليست مهمة لانه يجب اتخاذ اجراءات تقدم للمجتمع الدولي الدليل على ان الايرانيين سيوفون بالتزاماتهم تجاه المجتمع الدولي بشكل كامل ولا يسعون الى امتلاك السلاح النووي.
وذكر اوباما انه بسبب العقوبات الاستثنائية المفروضة على ايران خلال السنوات الماضية “فانه يبدو ان الايرانيين جاهزون للتفاوض وعلينا ان نختبر الدبلوماسية ونرى ان كانوا جادين حيال استعدادهم للالتزام بالمعايير الدولية والقانون الدولي والمتطلبات والقرارات الدولية ونحن بحسن نية سنقترب منهم لاننا نفضل حل هذه المشاكل بالطرق الدبلوماسية”.
لكنه اشار الى ان المفاوضات مع ايران “لن تكون سهلة واي شي سنقوم به سيتطلب اعلى معايير التثبت بالنسبة لنا للقيام بتخفيف العقوبات التي أعتقد أنهم يسعون له” مؤكدا “اننا سنتشاور بشكل وثيق مع اسرائيل واصدقائنا وحلفائنا في المنطقة خلال تلك العملية واملنا هو ان نستطيع حل هذه القضية بطريقة دبلوماسية”.
وقال “كرئيس للولايات المتحدة فقد ذكرت سابقا واكرر الان بأننا سنتخذ أي خيارات بما في ذلك الخيارات العسكرية للتأكد من أن ايران ليس لديها أسلحة نووية من شأنها أن تزعزع الاستقرار في المنطقة وتهدد الولايات المتحدة الأمريكية”.
من جهته قال نتنياهو ان التحدي الاكثر اهمية في المنطقة هو منع ايران من تطوير اسلحة نووية مشيرا الى ان “ايران ملتزمة بتدمير اسرائيل وحتى الان فانه بالنسبة الى اسرائيل فان الاختبار الاساسي لمستقبل الاتفاق مع ايران هو ما اذا كانت ايران ستنهي برنامجها النووي العسكري”.
واعرب عن اعتقاده بان التهديد العسكري والضغوط بسبب العقوبات احضرا ايران الى طاولة المفاوضات موضحا “اعتقد ان الدبلوماسية لكي تعمل فان هذه الضغوضات يجب ان تتواصل ويجب الا تقلص الى حين النجاح في التحقق منها… ان ايمان اسرائيل الراسخ هو ان ايران اذا واصلت تقدمها في برنامجها النووي خلال المفاوضات فيجب تشديد العقوبات عليها”.
وعلى صعيد اخر قال الرئيس الامريكي “انني ونتنياهو نأمل ان تكون هناك امكانية اخراج المخزون من الاسلحة الكيماوية خارج سوريا واعتقد اننا نتشارك قلقا عميقا بضرورة ان نكون قادرين على التحقق من ذلك وفرض ما اتفق عليه في الامم المتحدة” بهذا الشأن.
وذكر اوباما “لدينا مسألة أكبر من كيفية التعامل مع الحرب الأهلية التي تجري في سوريا ونظرا لمصلحة اسرائيل بشكل كبير حيال الآثار غير المباشرة للأنشطة هناك فاننا نواصل التشاور بشكل وثيق جدا مع الاسرائيليين”.
وفيما يتعلق بمصر قال اوباما “ان قلقنا متواصل ازاء ما يحدث في مصر ولكننا ملتزمون بعلاقة بناءة مع مصر بسبب الدور المهم لاتفاقية كامب ديفيد والسلام بين اسرائيل ومصر الذي لا يخدم استقرار وامن البلدين فسحب بل امن المنطقة وامن الولايات المتحدة”.
واوضح “لذلك سنواصل العمل مع الحكومة المصرية رغم حثها ودفعها في اتجاه القيام بما هو أكثر شمولا ويلبي الأهداف الأساسية لهؤلاء الذين سعوا في الأصل الى مزيد من الحرية والديمقراطية في هذا البلد”.
قم بكتابة اول تعليق