“عصفوري” ختام ساخن لمهرجان وهران

لم تمر الأمسية الأخيرة من ليالي وأمسيات مهرجان وهران للفيلم العربي مرورا عاديا، ربما كان الأمر سيبدو عاديا عند بعضهم، ولكن في مدينة مفتوحة ومتحررة مثل وهران كان الموضوع غير متوقع، ففيها سخنت المواجهة بين النقاد والإعلاميين والمخرج اللبناني فؤاد عليوان بسبب مشاهد الجنس غير المباشرة في الفيلم.

كانت وجهة نظر النقاد أن هذه المشاهد لم يكن لها أي داعٍ ولا تخدم الحدث ولا القصة ولا تبني عند المشاهد تطورا دراميا ولا رومانتيكيا، وزاد من حدة المواجهة بساطة رد المخرج حين قال بكل اختصار «هذا هو لبنان».

مختلف الطوائف

عرض فيلم «عصفوري» في الليلة الأخيرة من المهرجان، بل كان هو الختام ووصفه البعض بأنه ختام ساخن للمهرجان، لما يحتويه الفيلم من مشاهد ساخنة وعري جزئي للممثلين فيه، وتحكي قصة الفيلم عن عمارة في بيروت تمر عليها كل الأزمنة التي مرت عليها كل أزمنة الحروب التي مرت على لبنان ابتداء من الحرب الاهلية سنة 1975 ومرورا بالاجتياح الإسرائيلي سنة 1981 ووصولا الى مرحلة التعمير وسيطرة الاقتصاد سنة 1995 وهذه العمارة يسكن فيها ناس من مختلف الطوائف التي يتكون منها الشعب اللبناني.

أربعة مشاهد

المشاهد التي فجرت المواجهة بين النقاد والمخرج كانت أربعة.. بطل الفيلم الشاب مجدي مشموشي يستحم شبه عارٍ، ثم بطلة الفيلم الشابة زولفا التي لا تعرف العربية تخلع ملابسها وتبقى شبه عارية وهي في حالة انهيار من الخمر، ثم البطلان يمارسان الجنس في مشهد لم يلق القبول من عدد من الجمهور، وأخيرا مشهد بسيط على البحر، هذه المشاهد الأربعة هي التي سخنت الحوار في نهاية عرض الفيلم.

وقبله عرض الفيلم الأردني «على مد البصر» لناصيف منصور، وهو الفيلم الأردني الثاني الطويل الذي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، حمل الفيلم صورة ربما تكون غائبة عن كثير من الجمهور العربي عن الاردن، وليس من الأفضل بطبيعة الحال أن يعرفوها، لأنها لا تعكس صورة جيدة، لأن الفيلم يقدم مجموعة من الخيانات بصور متنوعة في المجتمع.. ليلى فتاة جميلة جذبت الأنظار إليها ليس في الفيلم فحسب، بل في قاعة سينما المغرب أيضاً، ولكنها تلتقي حبيبها السابق (علي) خلسة بالرغم من أنها متزوجة، وزوجها نديم لا تملأ عينه هذه الزوجة الجميلة التي تعجب الجميع فيخونها بعلاقة مع امرأة أخرى.

صور أخرى

لا تقف الخيانة عند هذا الحد.. بل تتعدى الى صور أخرى.. يأتي رجلان الى منزل ليلى لسرقة سيارتها، فيهرب احدهما بها ويترك صاحبه ليواجه مسدس ليلى لوحده، فيقابل هذا السارق خيانة زميله بخيانته له وقدم كل معلوماته لليلى وانتحل شخصيته وهرب ليواجه زميله الحرامي الموقف مع الشرطة لوحده، ولا تقف الخيانة في الفيلم عند هذا الحد.. بل تظهر حقيقة أخرى هي أن السارق الذي واجهته ليلى بسلاحها كان ضابطا في الشرطة ولكنه يقوم بالسرقة أحيانا.

بهذين الفيلمين والمواجهة الساخنة اختتم مهرجان وهران للفيلم العربي مسابقته الرسمية، بانتظار النتائج بعد عشرة أيام من المنافسة في مجالات الفيلم القصير والوثائقي والطويل، وقام بتغطيته أكثر من عشرين قناة تلفزيونية عربية حول العالم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.