برشلونة يحقق فوزا عسيرا على محاربي سيلتيك

اعتلى برشلونة صدارة مجموعته الثمانية في بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد تغلبه بصعوبة شديدة على “محاربي” سيلتيك الإسكتلندي بهدف وحيد في اللقاء الذي جمع بينهما في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة، على ملعب سلتيك بارك بمدينة جلاسكو.

أحرز هدف برشلونة الوحيد فابريجاس في الدقيقة 76 بعد معاناة شديدة، علما بأن سيلتيك أكمل المباراة بعشرة لاعبين من الدقيقة 59 بعد طرد قائده سكوت براون لحصوله على بطاقة حمراء للتهور مع نيمار.

بهذه النتيجة رفع برشلونة رصيده إلى 6 نقاط من فوزين متتالين في صدارة المجموعة، مستغلا تعادل ميلان وأياكس ضمن منافسات نفس المجموعة، في الوقت الذي قبع سيلتيك في مؤخرة الترتيب بدون رصيد من خساراتين متتاليتين.

ووضح تأثر برشلونة بشدة في هذه المباراة من غياب “عقله المفكر والمدبر” النجم الأرجنتيني ميسي للإصابة، في الوقت الذي لم يستطع زملائه وعلى رأسهم البرازيلي نيمار من سد الفراغ الكبير الذي تركه ” البرغوث”، مع العلم أن لاعبي برشلونة أرتدوا في هذه المباراة قميصهم ” الأسود” الجديد وهو الزي الإحتياطي للفريق.

المباراة جاءت متوسطة المستوى، كاد فريق سيلتيك أن يحقق هدفه من الخروج بنتيجة إيجابية ولو بالتعادل، مستغلا الحالة المتردية والمستوى المهزوز لفريق برشلونة، معتمدا على تفوقه بدنيا وجسديا والدعم الجماهيري على ملعبه، في الوقت الذي ظهر معظم لاعبي برشلونة بمستوى أقل من المتوقع، ولكنه أستفاد بشكل كبير من حالة النقص العددي التي المت بمضيفه مع لمدة أكثر من 30 دقيقة، وكانت نقطة التحول الحقيقة نزول المهاجم التشيلي اليكسيس قبل نهاية الشوط الثاني.

الشوط الاول جاء أقل فنيا من المتوقع، ورغم السيطرة الواضحة من البداية لبرشلونة إلا أنها كانت دون فاعلية في غياب واضح للعقل المفكر والمدبر ميسي، في الوقت الذي عمد أصحاب الأرض إلى التراجع في محاولة لإمتصاص حماس البداية من الفريق الضيف.

حاول البارسا الإعتماد على الأطراف عن طريق تشافي وداني الفيش يمينا وإنيستا وادريانو يسارا، لتمرير كرات عرضية إلى بيدرو ونيمار، إلا أن القوة الجسمانية والطول الفارع لدفاع سيلتك حال دون وصول إي كرة بشكل سليم إلى لاعبي برشلونة.

بعد سيطرة نظرية ، بدأ سيلتك التخلي عن حذره ومحاولة مبادله ضيفه الهجوم، مع تحفظ دفاعي واضح، وتأمين منطقة وسط الملعب بخمس لاعبين هم أدام ماثيو وبراون ومولفرو وكريس كومون ويتقمهم قليلا ساماراس وفي الهجوم ستوكس، لكن ظل المحاولات الاسكتلندية خجولة بعيدة عن مرمى فالديز حارس برشلونة.

حاول البرازيلي نيمار تشكيل مصدر خطورة وتقمص شخصية الغائب ميسي، إلا أن الفردية في أدائه قللت كثيرا من فاعليه الهجمات التي لم تصل حتى إلى مستوى الفرص الخطرة على مرمى فريزر فورستر حارس سلتيك.

هبط الاداء تمام بعد مرور أكثر من نصف هذا الشوط، ونجح سيلتيك في فرض طريقته بالدفاع الواعي عن منطقة جزائه وعدم منح لاعبي برشلونة أي مساحات وغاب تأثير فابريجاس وبوسكيت وتاها بين عمالقة سلتيك، في الوقت الذي حاول اليوناني ساماراس مهاجم سلتيك، إزعاج دفاع برشلونة بشكل مستوى، ورغم نجاح بيكيه وفايست في التصدي له إلا أنه ظل بؤرة قلق.

والغريب أن هذا الشوط لم يحظ تقريبا بأي فرصة خطرة للفريقين – وهي من المرات النادرة التي تمر على برشلونة دون تهديد منافسه – في حين أن أقرب فرصة كانت من كرة ثابته في الدقيقة 45 لعبها تشافي من جهة اليسار كاد بيكيه أن يلحق بها قبل الحارس فريزر ولكنها خرجت إلى ركنية.

لم يتغير الحال كثيرا في الشوط الثاني ، فظل الغلبة في الإستحواذ لبرشلونة والدفاع المنظم والمحكم لستليك، الجديد هو زيادة حدة الإلتحامات الخشنة بين لاعبي الفريقين، وبالطبع كانت كفة لاعبي سلتيك هي الأرجح في مثل هذه المواجهات، على إعتبار أنهم الأقوى بدنيا، إلا أن التهور الذي زاد تسبب في طرد قائد الفريق براون بعد تدخله بشكل مبالغ فيه مع نيمار بعد سقوطه فيحصل على بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 59.

حاول برشلونة إستغلال النقص العددي لمصلحته، إلا أن قلة حيلة الخط الأمامي يحول دون ذلك، في الوقت الذي عوض لاعبي سيليتك طرد زميلهم بالحماس، فارتفع ادائهم وحافظوا على تماسكهم، وساندهم في ذلك الدعم الجماهيري الكبير .

زاد الضغط البرشلوني على منطقة جزاء سيلتيك، وحاول لاعبو برشلونة الإعتماد على التصويبات القوية خاصة عن طريق فابريجاس لكسر التكتل الدفاعي ، إلا أن معظم الكرات وجدت طريقها ليد الحارس المتميز فريزر، وترجع معظم لاعبي سلتيك للدفاع عن مرماهم، مع تألق واضح لأفضل لاعب ساماراس الذي ظل مصدر الخطورة الوحيد والمقلق لبرشلونة.

غاب التركيز عن هجمات برشلونة في الوقت الذي زادت ثقة لاعبي سيلتيك، وكاد الثنائي فورست وفلورمو من تحقيق المفاجأة بأخطر فرصتين في المباراة خلال دقيقة واحدة، حيث سدد الاول صاروخية تصدى لها فالديز ببراعة إلى ركنية في الدقيقة 73، ومنها إلى فلورمو الذي سدد برأسه والمرمى شبه خال بجوار القائم الأيسر لمرمى برشلونة.

ووسط نشوة هجوم سيلتيك – الأقل عددا – وصلت الكرة إلى نيمار الذي مررها بدوره سريعا إلى البديل اليكسيس جهة اليمين فلعبها عرضية نموذجية إلى فابريجاس الذي لعبها ب”العقل” قبل الرأس في الزاوية اليسرى لفريزر محرزا هدف برشلونة الأول في الدقيقة 76، مفجرا فرحة طاغية في صفوف فريقه الذي شك في قدرته على هز الشباك في هذه المباراة.

وضح التأثير الإيجابي للزج بالمهاجم اليكسيس في صفوف برشلونة – رغم انه تم في اخر 20 دقيقة ولكن وجوده كان له تأثير فعال سواء في صناعة الهدف الوحيد، او محاولة التهديف، إلا أن وجوده كان نقطة تحول لصالح البارسا.

ولولا وجود حارس عملاق مثل فريزر في مرمى سيلتيك لتغيرت النتيجة للأفضل للفريق الضيف، خاصة بعدما تصدي ببراعة لفرصة تهديف مزدوجة في لعبة واحدة من اليكسيس من تصويبتين متتاليتين أخرجهما ببراعة من على خط المرمى في الدقيقة 87، كما تصدى ببسالة لإنفراد تام من نيمار في الوقت المحتسب بدل ضائع مانعا هدفا مؤكدا، لتنتهي المباراة بفوز صعب وعسير لبرشلونة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.