أكتب من واقع تجربتي، فأنا شخص أعيش بطبيعة مسالمة تكره العنف وقد تخليت عن هواية صيد الطيور بالبندقية منذ أن أنتجت الفيلم البيئي «بكاء النوارس» عام 1996 ومذاك وأنا أرفض الاعتداء على الحياة الفطرية، غير أني صرت أميل هذه الأيام لمشاهدة عنف من نوع آخر يتمثل في لعبة المصارعة وكنت في السابق لا أطيق مشاهدتها.
سألت نفسي عن سبب تقبلي للعنف الرياضي وهل هو محاولة «لا إرادية» للتطبيع مع العنف بصورة أشمل، خاصة أن الاحداث الجارية في عوالمنا المريضة تؤكد أن العنف سيد المرحلة، ووكالات الانباء تنزف لنا أخبارا يومية عن الدم النازف في العراق، سورية، مصر، ليبيا، واليمن حتى أصبح الدم غموسا لخبزنا اليومي، وأضحى القتلى أرقاما في حاسبة الأخبار.
تغلغلت الميديا في حياتنا وصارت الهواتف الذكية تنقل النار والدخان والجثث المشوهة والملطخة بالدم إلى جيوبنا ومطابخنا ومراقدنا وفوق وسائد النوم وفي حقائب الأطفال المدرسية، حيث لا يتوافر في الأذهان سوى العنف الناجم عن ثورات الربيع العربي والذي تعتبر التيارات الدينية والمذهبية (السياسية) الطرف الأساسي فيه.
أخشى أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه منظمة الصحة العالمية أن عالمنا العربي منطقة منكوبة نفسيا.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق