أتمنى أن تبادر وزارة الإعلام في تضمين مواد في “قانون الإعلام الالكتروني” المقترح تحمي الأطفال من الاستغلال عبر شبكات التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال, تمتنع شركة تويتر وفقاً لإجراءات “الخصوصية” التي تتبعها (Privacy) عن تلقي معلومات شخصية يوفرها من هم أقل من 13 عاماً عند تسجيلهم في هذه الخدمة, دون موافقة والديهم. أي أن تويتر ليس معداً للأطفال وصغار السن ومن هم في بداية مرحلة المراهقة. ولذلك حري بوزارة الاعلام وضع إجراءات معينة تحمي خصوصية القاصرين, كما تحرص على حماية حقوق البالغين في قانون الاعلام الالكتروني. فالإثير الالكتروني مهما كان مليئاً بالإثارة البريئة وبالمعلومات المفيدة, ولكن يستعمله بعض الأفاكين والمجرمين وبخاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لاقتناص ضحاياهم وبخاصة من الأطفال الأبرياء.
وبالطبع, تؤول المسؤولية الرئيسية في حماية الأطفال من الاستعمال المسيء لشبكات التواصل الاجتماعي للوالدين. فالأم والأب الجادان والحريصان لن يسمحوا لأطفالهما الصغار باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي دون مراقبة. فما يتعرض له بعض الأطفال عبر شبكات التواصل الاجتماعي ربما يهدد أمنهم الشخصي وربما سيجعلهم أكثر عرضة لاستغلال ضعاف النفوس ومرضى القلوب.
لا أستخدم شخصياً أيا من شبكات التواصل الاجتماعي وذلك لقناعتي الذاتية بعدم توافر وقت إضافي لدي. ولكنني أحرص دائماً على متابعة بعض ما يتم بثه ونشره في تويتر وأتقصى كذلك آخر الدراسات العلمية والاحصائية حول التأثيرات الايجابية والسلبية لشبكات التواصل الاجتماعي.
وأدرك أن وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود يحرص على تنظيم الإعلام الالكتروني بشكل يواكب التطورات العالمية بهذا الشأن ويتوافق مع تكريس استخدام عادل ومنظم وقانوني للإثير الالكتروني. وأتمنى بالطبع, أن يحوي قانون الاعلام الالكتروني والذي تنوي طرحه وزارة الإعلام مواد وإجراءات ضرورية لتوفير حماية أفضل لصغار السن وبخاصة ضد أي نوع من الاستغلال والتلاعب.
الإثير الالكتروني المعاصر هو بشكل أو بآخر يوفر نوعاً جديداً من الإعلام المرئي واالمقروء التنافسي, ولكنه يختلف بشكل كبير عن الاعلام التقليدي. فإذا كان ثمة قوانين طبع ونشر وصحافة تحفظ حقوق الأفراد, ولكن يستمر الاعلام الالكتروني يفتقد التنظيم ومليئا بالثغرات الأمنية. ولذلك فوجود قانون إعلام الكتروني شامل سيؤدي إلى تكريس استخدام إيجابي لشبكات التواصل الاجتماعي والصفحات الالكترونية المشابهة. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق