تفاؤل امريكي حذر بشأن تحسن علاقة الولايات المتحدة بإيران

منذ المكالمة الهاتفية التاريخية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني في 27 سبتمبر الماضي تباينت المواقف واطلقت ردود فعل متفاوتة بين أولئك الذين يرون أنها تطور مهم في العلاقات بين البلدين وغيرهم ممن كانوا اكثر تشككا أو بتعبير ادق متفائلين بحذر.

وشكلت هذه المكالمة الهاتفية بين أوباما والرئيس الإيراني الجديد أرفع اتصال بين البلدين منذ عام 1979 بما يعتبر علامة جدية في اتجاه التوصل الى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.

وتعليقا على هذا الحدث قال كبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي والمتخصص في الشؤون الايرانية والخليج العربي راي تاكيه انه “عن طريق تغيير أسلوب ونبرة دبلوماسيتها يمكن لطهران ان تقدم نفسها كقوة اقليمية مستقرة” وأيضا “إضفاء الشرعية على برنامجها النووي”.

واضاف تاكيه في كلمة افتتاحية لحلقة نقاشية اقامها مركز دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية انه “على ضوء القيود المحلية له أطلق السيد روحاني على ما يبدو استراتيجية ذكية” معتبرا ان مهمته هي تحقيق اعتراف دولي ولاسيما امريكي لبرنامج ايران النووي.

ومن جانبه أشار الرئيس الفخري للمجلس ليزلي غيلب الى ان العقوبات والتهديدات “بالتأكيد” لعبت دورا إيجابيا في احداث نظرة جديدة لطهران تكون فيها أكثر استعدادا للتعامل مع الغرب.

ورأى غيلب انه من الواضح انه لن ترفع العقوبات على ايران الى ان تتخد طهران إجراءات ملموسة قائلا “ينبغي أن يكون مفهوما من قبل الأمريكيين وغيرهم أنه إذا انتهكت طهران الشروط الدولية سيتم بسهولة إعادة فرض العقوبات.

واقترح أن يجري الرئيس باراك أوباما محادثات ثنائية فورية تستعرص المخاوف الأمنية المتبادلة مشددا على ان هذه المحادثات “يجب أن تتحول بسرعة إلى المفاوضات النووية والقضايا الإقليمية”.
ووفقا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية فان هذه المهاتفة الودية جدا في لهجة أوباما وروحاني تعتبر تطورا كبيرا في السياسة الخارجية الامريكية وتحمل في طياتها احتمالا كبيرا في إحراز تقدم في القضايا التي تعتبر مهمة بشكل كبير للولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

واضاف “نحن نحاول تحقيق هدف يمكن أن يخدم مصالح الولايات المتحدة واسرائيل والعالم وهو دفع إيران نحو الالتزام بعدم امتلاك سلاح نووي”.

وذهب المسؤول الامريكي الى القول “بالتأكيد لا نتوقع أن يكون هناك تفاعلات عادية بالتأكيد أوباما على استعداد للانخراط في حوار مع الرئيس روحاني من خلال تبادل الرسائل ومن خلال هذه المكالمة الهاتفية… ونحن منفتحون على أن يتم دفع هذا الجهد للمضي قدما”.

ومن جانبها وصفت محللة السياسة الخارجية في المجلس روبن رايت تلك المكالمة بانها مقدمة جديدة للتواصل بين الولايات المتحدة وإيران قائلة “اعتقد اننا بدأنا نرى خطوطا عريضة لاتفاق” بين طهران وواشنطن لكن ما سيتبين هو عملية من شأنها أن تدعو الى خطوات تحقق اتفاقا دائما.

وطرحت روبن سؤالا عن سبب هذه المهاتفة في هذا الوقت واجابت ان العقوبات اصبحت تشكل “لدغة كبيرة” الى جانب العوامل المحلية الأخرى كما ان الانتخابات الأخيرة كانت دعوة لليقظة وأرسلت أيضا إشارة مهمة جدا.

ووفقا لرايت ما زال هناك قضايا كثيرة “لكن يبدو أنهم يتطلعون إلى حل القضية النووية وليس أي امر اخر في الوقت الراهن”.

ومضت الى القول انه يبدو ان الإيرانيين يبحثون الان عن أوجه التشابه في العلاقات بين الامريكيين والروس فهم لديهم علاقات وحوار ويبحثون مشاكلهم رغم وجود العديد من الخلافات بينهم.

من جانبه اعرب محلل شؤون الشرق الأوسط مئير جافندفار عن اعتقاده بان طهران تراقب ما يحدث في المنطقة بقلق ولا سيما ما يجري في سوريا قائلا ان “الوضع الراهن (في ايران) لا يمكن أن يستمر في ظل المعاناة نتيجة الحصار الاقتصادي” المفروض على طهران.

وشدد على أن “النظام الإيراني حساس جدا ازاء الضغط عليه لأنه يريد البقاء في السلطة”.

ومن جانبه أكد نائب الرئيس التنفيذي لمركز (ويلسون) الدولي للباحثين مايكل فان دوسين أنه “للخروج من القضية النووية ما زال يتعين معالجة مشاكل هائلة تتعلق بالسلوك الإيراني في المنطقة”.

وفي تعليق اخر قال الباحث السياسي انتوني كوردزمان ان هؤلاء الذين يعارضون المفاوضات الامريكية الايرانية بحاجة إلى أن يدركوا أن الفرصة الحالية تكاد تكون الأخيرة المؤكدة من اجل التوصل الى حل حقيقي قبل تحرك ايران الى نقطة اللاعودة سواء على الصعيد السياسي أو من حيث القدرة النووية.
وفي المقابل رأى كوردزمان انها ايضا الفرصة الاخيرة للولايات المتحدة بأن تختار ما بين الضربات الوقائية أو احتواء الازمة.

وأكد ان كل من يعارض مثل هذه المحادثات أو المفاوضات يحتاج للنظر الى عواقب عدم تحقيق هذا الخيار الأخير في اشارة الى المفاوضات بين طهران وواشنطن.

لكنه استدرك قائلا “في الوقت نفسه ليس هناك مجال لمزيد من الاعتماد على النوايا الحسنة والمفاوضات المفتوحة بدون نهاية” وان يكون الحوار بعيدا عن الواقع.

واشار الى انه في النهاية إذا امكن إحراز تقدم بشأن القضية النووية فان الحوار بين الولايات المتحدة وايران يجب ان يتوسع بينهما لتحديد الخطوات التي من شأنها أن تسمح بخلق مناخ من الثقة المتبادلة التي من شأنها أن تخفف من الانقسامات الأخرى بينهما وبين إيران ومعظم الدول الأخرى في المنطقة.

يذكر انه وفقا لاستطلاع أجرته شبكة (سي.ان.ان) الاخبارية الامريكية بالتعاون مع (أو.آر.سي) للاستطلاعات فان ثلاثة من كل أربعة أمريكيين يؤيدون المفاوضات الدبلوماسية المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في محاولة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية بينما عارض المفاوضات 21 في المئة من الامريكيين

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.