سلوى الجسار: ابد من وجود إعلام يعزز الثقة في التعليم

أكدت أستاذة قسم المناهج بكلية التربية الدكتورة سلوى الجسار أن النهوض بالعملية التعليمية والتربوية يتم من خلال إعداد استراتيجية وطنية للإرتقاء بالمستوى التعليمي لافتة أن ذلك يتحقق من خلال تضافر جهود كافة الأطراف المعنية بالنظام التعليمي.

وأضافت الجسار أنه لابد من وجود إعلام يعزز الثقة في التعليم ويتحقق ذلك من خلال وسائله المختلفة حيث تتبنى وزارة التربية إطلاق استراتيجية وطنية تعزز الثقة بالتعليم الحكومي مؤكدة أن الإرتقاء بالنظام التعليمي مسؤولية الجميع ولا يناط لها في وزارة التربية فقط أو في كليات إعداد المعلمين فالأسرة تلعب دور كبير في تربية أبناءها على احترام المعلم والتعليم ، حيث يأخذ احترام المعلم بعداً كبيراً في المجتمعات المتقدمة فالمعلم يلعب دوراً كبيراً في إنجاح العملية التعليمية لافتة أن نجاح العملية التعليمية لا تتوقف على المعلم فقط وإنما تشمل العوامل التي تحيط بالمعلم وتعد جزء من نجاح العملية التعليمية .

وأشارت د.الجسار أن هذه العوامل تتمثل في الإدارة المدرسية والمقومات المادية والمعنوية التي تمنح للمعلم إلى جانب التشريعات والقوانين وجميعها لها دور في العملية التعليمية والتربوية .

وأردفت د.الجسار قائلة: لاشك أن المواطن الكويتي وضع التعليم من أهم وابرز أولوياته وبالتالي لابد من تحديد ما نرغب به في تعليم المواطن فمع التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة أصبح لدى الطالب معلومات لم يكن يمتلكها الطالب في السنوات الماضية وبالتالي يحتاج في عملية التعليم إلى غربلة للسلوك والتركيز على القيم إلى جانب اكتساب المعلومات ولذا لابد أن للمعلم أن يختار هذه المهنة عن قناعة ورغبة في اختيار التدريس كمهنة وليس وظيفة ويبدأ في السعي للإرتقاء بمستواه لامتلاك المهارات والمعلومات والقيم التي تعينه وتعده كمعلم ناجح .

ومضت قائلة: يعتقد البعض أن دور المعلم يقتصر على وجوده في الفصل وهو بلاشك دور مهم وأساسي يمثل الدور المهني والفني في العملية التعليمية لكن دوره يفوق ذلك حيث يسهل المعلم عملية التعليم ويعمل على تنمية سلوك الطالب إلى جانب إعداد الطالب للحياة وتنمية قيم المواطنة ، فضلاً عن إلمامه بالمعلومات المتعلقة بالمنهج الدراسي في ظل التحولات والظروف المحيطة التي تحدث سواء النفسية والاجتماعية والاقتصادية .

ومن جانبه أكد أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الكويت الدكتور محمد الرميحي أن العملية التعلمية يجب أن تحقق ثلاث أهداف تكاملية هي المعرفة ، المهارة، وموقف ايجابي من الحياة.

وأضاف د.الرميحي قائلا : لاشك أن المعرفة متغيرة وبالتالي علينا أن نقدم المنهج الذي يمكن للطالب أن يستعين به في البحث عن المعرفة، أي البحث عن المعلومة وتحليلها،أما المهارة فهي أمر واجب و هي مهارات متعددة تتمثل في طريقة الاصغاء والاستماع و طريقة المناقشة إلى جانب استخدام أدوات التواصل الحديثة أما الموقف الايجابي من الحياة هو أن يتاكد الطالب انه جزء من كل وليس كل الكل كما يقول القلاسفة اي أنه جزء من مجتمع متنوع، فالعملية التعلمية ليس غايتها انتاج اناس متشابهين ، بل أفراد أحرار متميزين وقادرين على استخدام عقولهم.

ومضت إلى القول: العملية التعلمية تحتاج الى خطط طويلة ومتوسطة المدى ، كي تبقى تلك الخطط لدى متخصصين يتابعونها، فالعملية التعليمية تجربة انسانية وليست عملية ميكانيكية لا تتوجه الى انتاج سلعة في السوق أنها تنتج انسان له موقف من الحياة.

وشدد الكاتب صالح الشايجي على أن المنهج هو الكفيل بتطوير التعليم في الكويت .

لافتاً إلى أن دور المعلم أساسي في إنجاح العملية التربوية والتعليمية، وهو الركيزة الأولى في العملية التربوية والتعليمية وهذا ما يدعو لأن يتمتع المعلّم بصفات قيادية وأن يكون ذا شخصية مؤثرة تترك انطباعا ايجابيا لدى طلبته، ويمتلك أسلوبا جذابا في ايصال المعلومة بالطريقة الصحيحة للطلبة، مع الأخذ بعين الإعتبار أن يكون توصيل المعلومة من خلال النقاش والجدل والاستنتاج لا من خلال القاء المعلومة بصورة تلقينية قد لا تستقر في ذهن الطالب وهذا ما يدعو إلى أن يكون انتقاء المعلّم بالاساس مبنيّا على هذه القواعد وأن تفحص شخصيته جيدا قبل القبول به كمعلّم .

ومضى الشايجي قائلاً : ما أتمناه أنا شخصيا ـ ولي تجربتي القصيرة جدا في التعليم ـ أن يحاول المعلّم إقامة علاقة إنسانية تذيب الجليد بينه وبين الطالب وان يحرص على فهم الفوارق الفردية بين طلبته وألاّ يحسس بطيء الفهم منهم بذلك حتى لايحرجه بين زملائه وحتى يعزّز عامل الثقة في نفس هذا الطالب.

وبدوره ذكر رئيس شبكة المعلم خالد العتيبي: إن نجاح العملية التعليمية يتوقف على العديد من العوامل المختلفة إلا أن وجود معلم كفء يعد حجر الزاوية لهذا النجاح فأفضل الكتب والمقررات الدراسية والوسائل التعليمية لا تحقق أهدافها مالم يكن هناك معلم متمكن مثقف يمتلك المهارات اللازمة قادراً على تطوير ذاته مطلعاً على الاستراتيجيات الحديثة في التعليم ويتمتع بمهارات التواصل الإيجابية وصفات شخصية متميزه قادراً من خلالها على تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف متقبلاً قدراتهم ومستوعبها لها مدركا ومراعياً لحجم الفروق الفردية بينهم.

وأضاف العتيبي حول سبل الارتقاء بالعملية التعليمية قائلاً : إن أحد محاور العملية التعليمية المهمة هو المعلم فلا بد من تذليل الصعوبات التي تواجهه حتى يتحقق لديه الرضا الوظيفي – فالعلاقة بين الرضا والإنتاجية علاقة طردية – فتفريغ المعلم لمهمته الرئيسية ورفع الأعباء الإدارية عن كاهله أحد دعائم الرضا الوظيفي، ومن الجانب الفني ورفع مستوى المعلمين عن طريق دورات ذات صلة مباشرة في تنمية مهاراته الفنية ومواكبة للمستجدات الحديثة فعلى سبيل المثال لا الحصر مهارات التدريس الفعال الحديثة التي تخاطب مهارات التفكير العليا عند الطلاب أو من خلال تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة للتعامل مع الوسائل التكنولوجية الحديثة وبخط موازي لذلك تتطلب المرحلة فلسفة جديدة في بناء المنهج فزمن المناهج التي تعتمد على التلقين والحفظ وإكساب المتعلم المعلومات لابد من مراجعتها وتطويرها لنوجد المتعلم القادر على التعلم الذاتي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.