تشبثت دولة تركيا العثمانية بخرائط لها لتسبب قلقاً للعراق وجيرانها، وارادت ان ترضي المانيا في افساح الطريق لها المؤدي الى الممر المائي الخليج العربي الى الهند وهو احد صراعاتها مع الانجليز للسيطرة على هذا الطريق التجاري المائي..
وارادت ان تفسح لها الطريق المائي والاستيلاء على جزيرتي وربة وبوبيان، وافساح الطريق البري لكي تكون كاظمة المحطة الاخيرة لقطار برلين بغداد على رأس الخليج.
استعاند الدكتور يعقوب الغنيم في وثيقة بريطانية وضمنها كتابه (الكويت تواجه الاطماع) في باب الكويت والدولة العثمانية صفحة (62): جاء في احدى الوثائق البريطانية التي تقول:
ان الادعاءات التركية مجرد وهم وخيال فلا سيطرة للسلطان على الكويت، إذ ان قيام الحكام القادرين على حماية مدينة تركية مقابل ثمن يدفع لهم يعني تمكنهم من حماية انفسهم.
واذا كانوا يقدمون للسلطان الاحترام مثل الدول العربية الاسلامية الخاضعة للدولة العثمانية، فليس معنى هذا وقوعهم تحت سيطرة الدولة العثمانية.. ان مطالب تركيا على مدى سنوات لم تؤد بها الا الى الغاء صفقات الاراضي التي اشتراها الشيخ مبارك من العراق بحجة انه ليس مواطناً تركيا ولا يحمل الجنسية التركية مثل العراقيين فكيف يكون لقب (قائمقام) من قبل تركيا وهو غير تركي) الكويت في الوثائق البريطانية صفحة 81 – 62..
ضغطت الدولة العثمانية على الشيخ مبارك بشتى الوسائل وكان اهمها وأخطرها التهديد الذي حمله رجب النقيب في ديسمبر 1901 الموافق 1319هـ وجاء النقيب مصحوياً بشقيق والى البصرة ومعه هذا الانذار الشديد اللهجة:
أولاً: ان يسافر الشيخ مبارك الى العاصمة العثمانية الآستانة ليعين عضواً في مجلس الشورى..
ثانياً: ان يسافر الى اي بلد يختاره واذا رفض تستخدم الدولة العثمانية معه القوة، فتشبث مبارك بوطنه ثم تعاهد مع الانجليز لحماية الكويت وشعبها.
اشار الدكتور يعقوب الغنيم في كتابه (الكويت تواجه الاطماع) صفحة 85، الى الوثائق التي استندت اليها بريطانيا لاثبات حقوق الكويت في حدودها الشمالية:
قول ب. ج سلوت في كتابه اصول الكويت، خرائط (ثورنتون) عن الخليج مشتقة من خرائط هولندية التي تعود لعام 1666م. واخرى الى عام 1753م واضاف (فان كولن) صحة هذه المواقع الاربعة (القرين، وفيلكا، وبوبيان وعوهة أما «وربة» فهي لصيقة لبوبيان تشبث الشيخ مبارك بكل حدوده بما في ذلك الجبهة الشمالية..
وعند احتلال بوبيان من قبل جنود اتراك، بعث بمكاتبات احتجاجية الى الدولة العثمانية واخرى الى المندوب السياسي البريطاني في الكويت اكد فيها ملكية بلاده الكويت لجزيرة وربة وفيها شباك صيد دائمة وهي الحظور، ورد الميجر توكس على الرسالة بتاريخ 1980/6/7م اعترف بكل ما جاء في الرسالة بان وربة جزء من الكويت وطلب الميجر من حاكم الكويت ارسال بعض كبار السن ممن لهم معلومات عن الوضع الشمالي للبلاد – وتركيا التي هيمنت على دول عربية واسلامية تحت مسمى دولة الخلاقة فانها اقامت ضغوطا مضنية لضم الكويت الى حدود الدولة العثمانية وساعد امارة الكويت الصغيرة وجود حاكم قوي مراوغ ومناور على اعظم قوتين الانجليز وتركيا، حتى تخلص من التهديدات التركية لخلعه من حكم بلاده بالانذار الذي حمله رجب النقيب اليه عندها لجأ الى عقد معاهدة مع بريطانيا التي حملت تاريخ 1899.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق