تقول الكثير من الدراسات الطبية ان المشي من انجح الرياضات واسهلها، للحفاظ على الصحة العامة للانسان، ولتسهيل عمل الدورة الدموية. فالعضلات العاصرة في الاطراف تتصرف كقلب آخر لضخ المزيد من الدماء للدورة الدموية، كما ان المشي يساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية، حتى لا تتراكم كدهون في الجسم. وهكذا قررت – ولو متأخرا – مزاولة هذه الرياضة. فعلى الرغم من انني طبيب منذ مدة طويلة، فانني لم أزاول الرياضة منذ ايام الدراسة، فباب النجار – للاسف – «مخلع»! حاولت ان اخرج من المنزل بعد الصلاة فجرا لأتجول في الشوارع وأزاول هذه الرياضة، ولكن هالني ما رأيت! فقد احتُلت جميع الارصفة، ولم يبق الا ان انزل الى الشارع، حيث فوجئت بان المشي على الاسفلت مغامرة، لا تحمد عقباها، وحيث ان الانسان ليس له «دعامية» او «ليتات» خلفية لتنبيه السائقين بان هناك بشرا في الشارع آثروا السلامة والعودة الى البيت، وحينئذ اكتشفت انني مشارك في هذه الفوضى! فسياراتي تحتل الرصيف ايضا، مع ان لدي كراجاً يتسع لأربع سيارات، ولكن الكسل مصيبة!
لقد رأيت اثناء تجوالي اشياء غريبة وعالماً من التعدي على املاك الدولة من دون خجل او وجل، فهناك من انزل سلالم على الارصفة تمنع المارة من العبور، وهناك من وضع كشكا للحارس، وهناك من زرع أشجارا لا تستطيع المرور من خلالها او حديقة صغيرة، لا تستطيع ان تدوس أزهارها، او مظلة سيارات تصل الى الاسفلت، وليس امامك الا النزول الى الشارع والتعرض للخطر.
عند ازالة الدواوين المخالفة ثارت ثائرة بعض الناس، وتبنى بعض النواب هذه الفوضى، بل وطالبوا بمحاسبة البطل محمد البدر لتطبيقه القانون، الا ان الحزم والاخلاص اظهرا نتيجة بارعة، ولكن المؤسف في ذلك الوقت صدور موافقة من وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير البلدية بالسماح بوضع الخيام الربيعية امام المنازل، ناسفا جهود ازالة التعديات على املاك الدولة بعد صرفها الملايين للازالة واعادتها لهيبة القانون، ولكن الحمد الله باءت هذه المحاولات بالفشل. الآن، بعض النواب المخربين يريدون العودة الى ترخيص الدواوين واعادتنا الى المربع الاول مرة اخرى، لذلك فالتصدي لهم واجب قومي يجب القيام به.
كلكم سافرتم الى انكلترا او فرنسا او اي دولة متقدمة او محترمة، فهل رأيتم احدا يحتل رصيفا مثلما هو حاصل في دولنا؟! لماذا القانون في بلادنا لا يأخذ مجراه على الجميع؟! فاحترامه واجب، ولكن ينطبق علينا المثل الكويتي: «قال من أمرك قال من نهاني»!
د. صلاح العتيقي
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق