رفض اللجنة التشريعية لمقترح توحيد الجنسية هو في نظري خطيئة من الصعب غفرانها لأعضاء اللجنة. ليس لأن المقترح ضروري ومطلوب لتحقيق التناغم والانسجام، الذي بدأ في افتقاده وطننا نتيجة الشحن الطائفي والقبلي والعنصري، ولكن بالأساس لأن المقترح قضية وطنية عليا كان على اللجنة ترك أمر رفضه أم قبوله لأعضاء مجلس الأمة بأكملهم.
إن من الغرابة أن ترفض اللجنة مقترح توحيد الجنسية الكويتية بشكل صارم ومن دون محاولة لتهذيب أو تعديل المقترح. فان كان لدى اغلبية اعضاء اللجنة اسبابهم للرفض، التي هي اصلا في غير محلها، فقد كان لزاما عليهم تعديل المقترح بحيث يعالج هذه المخاوف. او كما بينا احالة المقترح الى مجلس الامة وترك فرصة اجراء التعديلات لاعضاء المجلس مجتمعين.
قانون الجنسية الكويتي الذي فرق بين الكويتيين، متجنس واصلي، ربما كان ضروريا عند بدء عملية التجنيس. الآن، وببساطة، علينا اعتبار الناس سواسية – وهم كذلك – حسب دستورنا ونظامنا الديموقراطي، وبالتالي تمنح لهم حقوقهم وفقا لذلك. من نعتقد او تعتقد اللجنة التشريعة بأنه ليس «كفؤاً» لان يكون كويتيا كاملا، ببساطة ايضا لا تمنحوه الجنسية. اكفوه خيركم وشركم. اخطر ما في الامر، واكثره اعتداء على « المجنسين» وحقوقهم ان وزارة الداخلية اساءت بموافقة المجتمع مع الاسف تفسير قانون الجنسية، بحيث تعدت على حقوق واوضاع ابناء المتجنسين. فالقانون ينص على انه يكون كويتيا كل من ولد لاب كويتي. هذا يعني ان ابناء المتجنسين كويتيون طالما ولدوا بعد تحصل والدهم على الجنسية، حالهم حال اقرانهم من ابناء بقية الكويتيين. وزارة الداخلية لا ترى ذلك بل تفسر المادة وفقا للمستحيل، حيث يصبح ابناء وابناء وابناء وحتى احفاد احفاد المتجنس ايضا متجنسين. يعني الى يوم الدين ابناء المتجنس سيبقون متجنسين..!!
ان مسألة توحيد الجنسية الكويتية او بشكل اكثر مباشرة الغاء التمييز غير الدستوري وغير الديموقراطي بين المواطنين ضرورة وواقع. ضرورة لاجل توفير انسجام حضاري بين مواطني البلد وهو واقع ايضا لأن قانون الجنسية يوحد بين الكويتيين المولودين لأب كويتي.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق