أكد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي هنا اليوم ضرورة التحرك العاجل لوقف الاقتتال في سوريا مطالبا مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياته إزاء التعامل مع مجريات الأزمة السورية.
وقال العربي في كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين والتي جاءت بناء على طلب فلسطين أنه يقوم حاليا باجراء مشاورات مع الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى اكمل الدين احسان اوغلو لاصدار نداء لوقف القتال فى جميع الاراضى السورية حتى يتسنى ادخال المساعدات الانسانية لملايين السوريين الذين يعانون منذ اكثر من عامين.
وذكر أن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامى تعتزمان اصدار نداء مشترك لوقف القتال خلال أيام عيد الاضحى المبارك مشيرا الى انه سيجري مشاورات في هذا الشأن مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك الاخضر الابراهيمي الذي سيصل الى القاهرة يوم 28 من الشهر الحالي .
واستعرض العربي خلال كلمته نتائج التحرك الدبلوماسي العربي في نيويورك مشيرا الى أنه تم عقد اجتماع تشاوري لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري على هامش انعقاد أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة يوم 23 سبتمبر الماضي تم خلاله بحث مستجدات الوضع في سوريا وما يدور بشأنها من مشاورات واصدار بيان صحفي في هذا الشأن.
وذكر أنه تم توجيه رسائل الى رئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة جرى التأكيد فيها على مطالبة مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياته إزاء التعامل مع مجريات الأزمة السورية وتداعياتها بصورة متكاملة مشيرا الى أن المسؤولية يجب ألا تقتصر على تداعيات جريمة الغوطة ونزع الأسلحة الكيماوية بل قيام مجلس الأمن باتخاذ التدابير لفرض وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية وحظر استخدام الطيران الحربي والصواريخ والأسلحة الثقيلة بمختلف أنواعها ضد المدنيين.
ولفت الى تأكيده خلال لقاءاته في نيويورك على الموقف العربي من تطورات الأزمة السورية بضرورة استصدار مجلس الأمن قرارا ملزما بفرض الوقف الشامل لاطلاق النار في جميع الأراضي السورية بما يسمح بتوفير الأجواء الملائمة لإنجاح الجهود الدبلوماسية المبذولة لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) .
وأشار العربي الى أنه عقد فى نيويورك اجتماعا هاما مع وفد من قيادات الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية بحث خلاله مختلف الجوانب المتعلقة بترتيبات عقد (جنيف 2) وما يواجه الائتلاف من صعوبات وضغوط من جهات مختلفة .
من ناحية أخرى انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية تصريحات الرئيس التشيكي ميلوس زيمان التي أعلن فيها رغبة بلاده نقل سفارة التشيك من تل أبيب إلى القدس المحتلة وعدم دعم بلاده لقرار الاتحاد الاوروبي القاضي بمقاطعة بضائع المستوطنات الاسرائيلية معتبرا أنها تشكل مخالفة جسيمة لقرارات ملزمة صادرة من مجلس الأمن باجماع اعضاء المجلس .
وأكد أن هذه التصريحات الخطيرة من قبل الرئيس التشيكي تشكل سابقة دبلوماسية وسياسية وقانونية من دولة عضو في الاتحاد الاوروبي كونها تتعارض مع أحكام القانون الدولي ومع ثوابت موقف الاتحاد الاوروبي من القضية الفلسطينية .
وذكر العربي أنه فور تلقي الأمانة العامة للجامعة رسالة من وزير خارجية فلسطين بشأن تصريحات الرئيس التشيكي أصدرت الجامعة بيانا صحفيا عبرت فيه عن استيائها لصدور تلك التصريحات .
واعتبر البيان أن هذه التصريحات تشكل انتهاكا صارخا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وأحكام معاهدة جنيف الرابعة وغيرها من المرجعيات القانونية الدولية فيما يتعلق بالاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية .
من جانبه أكد سفير فلسطين ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بركات الفرا في كلمته خلال الاجتماع أن تصريحات الرئيس التشيكي حول نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس منافية للقانون الدولي ولا بد أن يواجه بموقف حازم وصارم منا جميعا .
وأشار في هذا الصدد إلى القرار الصادر عن قمة عمان بالاردن الحادية عشرة عام 1980 بقطع العلاقات مع الدول التي تعترف باسرائيل أو تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة .
وحذر الفرا في كلمته من المخطط الصهيوني المزمع تنفيذه غدا الخميس لاجتياح المسجد الأقصى فيما يسمى بعيد الصعود إلى جبل الهيكل داعيا مجلس الجامعة العربية إلى تبني موقف حاسم ازاء هذا الأمر ومنتقدا موقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة والموقف العربي المتخاذل مع الانتهاكات الاسرائيلية.
قم بكتابة اول تعليق