خضنا الكثير من نقاشات التحلطم مع الزملاء والأصدقاء والأقرباء حول أوضاع الكويت وتردي الخدمات الرئيسية وضياع الدولة في ظل حكومات رديئة متتالية واختيارات على أسس غير ملائمة للمسؤولين الذين يقودون العمل في الكثير من المواقع، حيث يتم الاختيار على أسس قبلية وطائفية وفئوية وعنصرية وولائية وشللية، وآخر شيء ينظرون له عند اختيار المسؤولين الكفاءة والقدرة على أداء العمل وإدارته.
لكنها المرة الأولى التي أخوض فيها نقاشاً مع راعي أغنام بنغالي وأسمع منه رأيه في الخدمات الموجودة في الكويت وانتقاداته للأوضاع العامة بالمقارنة مع مكان عمل آخر قضى فيه نحو 15 عاماً من عمره هو.. دبي!
الراعي البنغالي كان يشرح لي كفاءته في تربية الأغنام ورعايتها، ولإثبات خبرته قال بلكنته العربية الركيكة:
«آنا كمستعش سنه من أومور مال آنا في دوباي.. وأشرة سنه من أومور مال آنا في كويت.. اسمع بابا.. آنا يعرف غونوم ?اجد چين».
هنا انتقلت بالنقاش الى موقع آخر عندما سألته.. أنت كنت في دبي 15 سنة؟ ما شاء الله.. وهنا.. سأله صديقي بوعلي أثناء استمتاعنا بالجو الرائع في الوفرة العامرة مساء أمس الأول.. «شنو أحسن.. كويت ولا دبي»؟!
هنا تغيّر وجه البنغالي وقال.. «بابا آنا كوف قول.. انت بلد مال انت كويت.. ما يسير قول كلام مو چين».
فأعطاه أبو علي الأمن والأمان، وطمأنه بالغ الاطمئنان.. وهنا قال البنغالي: «اسمع بابا.. كويت آنا روح مورقاب.. آنا روح شرق.. كلو نفر قطي وسخ أرض.. ماكو كوف.. لكن دبي امسك نفر قطي وسخ.. ادفع غرامة.. ودّي سجن.. كلو نفر كوف.. كلو نفر نظيف».
قلت له: أصبت والله يا هذا.. وماذا بعد؟.. أفدنا أفادك الله. فقال: «اسمع بابا.. كويت مطار شنو هازا.. هازا كاربوطة مطار.. هازا سيم سيم شبرة مال غونوم (يعني الغنم).. ليش مطار كويت هازا شكل»؟
هنا.. التفت يميناً لأرصد تعبيرات وجه بو علي.. فإذا بأبي علي يلتفت شمالاً ليرصد تعبيرات وجهي.. فانفجرنا ضاحكين من باب «شر البلية».. وقلنا.. الله يا الزمان.. ماذا حل بالكويت حتى نسمع هذا الرأي من صاحبنا.. الراعي البنغالي الذي صدقنا القول ولم يكذب.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق