يدرج حالياً في علوم التربية والتعليم مفهوم تربوي عصري: “التعليم الجيد هو الذي يُمَكِّن الطالب من استثمار والاستفادة من كامل طاقاته وإمكانياته الشخصية”. وإمكانيات الطالب تشير إلى مهاراته وقدراته الفطرية, حيث من المفترض أن يطورها الطالب خلال المراحل الدراسية المتتالية. فعندما ترتكز المفاهيم والفلسفة التعليمية والتربوية على الاهتمام بالطالب يصبح هو الهدف الرئيس للعملية التربوية, فبدلاً من تمحور العملية التعليمية حول أمور وإجراءات هامشية, تسعى الإدارة المدرسية لتحقيق كل “ما هو أفضل بالنسبة للطالب”.
على سبيل المثال, وفق بعض الدراسات التربوية الأميركية, طبيعة البنية التحتية التنظيمية لأي مؤسسة تعليمية تؤدي إلى تحقيق أو إحباط الإصلاح التعليمي. فعندما تغيب المراقبة المهنية الجادة في تطبيق الإصلاحات التعليمية, وعندما يتم التوقف عن المساءلة التربوية المستمرة, وعندما تتعارض وجهات نظر الإدارة المدرسية مع وجهات نظر المدرسين وأولياء الأمور فلا يمكن تخيل نجاح أي مشروع إصلاح تعليمي. وينادي كثير من المتخصصين التربويين المعاصرين بتطبيق الإصلاحات التعليمية التالية:
تطوير أداء الهيئة التدريسية بشكل يدعم علاقة تربوية إبداعية بين الطالب والمدرس.
تطوير المناهج الدراسية عن طريق تحديد أولية “ما هو الأفضل بالنسبة للطالب”.
تطبيق معايير تربوية عصرية ترتكز على تمكين الطالب على الابداع العلمي, والاستمرار في مراقبة تطبيق هذه المعايير في كل المدارس.
طرح مزيد من ورش العمل لتطوير أداء الهيئة التدريسية وقياس مدى استفادة المدرسين من آخر التطورات العلمية في مجالاتهم المهنية المتنوعة.
تكريس الالتزام المهني التربوي عن طريق إعادة تحديد المهام الإدارية والتربوية, فالمدرس ليس إدارياً, والإداري لا يمكن له الإسهام بما يجب على المدرس تحقيقه من إنجاز تعليمي داخل الفصل الدراسي.
تكريس علاقة مهنية إيجابية بين وزارة التربية والإدارات المدرسية المختلفة والمؤسسات البحثية العلمية الأهلية.
الاهتمام بالاستماع لوجهات نظر الطلبة حول مدى استفادتهم الفعلية من العملية التعليمية داخل المدرسة.
تطبيق نظام الرخصة التعليمية: المدرس يحصل على رخصة لمزاولة المهنة عن طريق أدائه لاختبارات مهنية وعلمية متواصلة.
استمرار وزارة التربية والمناطق التعليمية بتطبيق مراقبة حازمة وتدقيق مستمر حول مدى التزام الادارات المدرسية والمدرسين بتطبيق آخر التطورات التربوية العصرية.
تكريس علاقة بناءة بين الطالب وولي الأمر والادارة المدرسية تتجاوز الأمور الادارية الاعتيادية وتطلع الأسرة على ما يتم تحقيقه في البيئة المدرسية.
التعامل مع مشكلات الطلبة بشكل عصري وفقاً لآخر الاكتشافات العلمية والنفسية والتربوية.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق