حسن كرم: عمق الكويت أهلها

عجباً من هؤلاء الذين يراهنون على أن عمق الكويت امتدادها الدولة الفلانية والدولة العلانية فمرة يقولون هذه الدولة تمثل عمق الكويت وثم يولون وجوههم شطراً آخر فيقولون لا هذه عمق الكويت هذه اقرب واقوى وأكثر حميمية للكويت، وكأن الكويت من الضعف والهشاشة ما يجعلها مطمع الغير، او كأنها لقيطة او يتيمة لا أب لها او أم حتى ترعاها. وهذا لعمري عائد الى جهل هؤلاء عما تمثله الكويت من عمق كامن بداخلها لكنهم لا يرونه لقصر في نظرهم..
يا سادة.. لا تحتاج الكويت لعمق حتى تستند على جدار هذه الدولة أو تلك. فالكويت هي عمق ذاتها. فهي ارض باركها الله، ولقد ظلت عصية على الأعداء والطامعين وستبقى كذلك عصية بتماسك اهلها وتفانيهم بإخلاص وذودهم عن حياضها..
دعونا يا سادة.. من الهلوسة والوسوسة والريبة والشكوك، فان من تراهنون عليهم عمقاً للكويت منهم من هم أعدى اعداء الكويت هم ذئاب في ثياب انسان والتاريخ شاهد فكم آذوا الكويت وما زالوا وتطاولوا عليها، فهل تريدون بعد كل هذا أن نثق بهؤلاء ونسلم رقابنا لهم ونحسبهم عمقاً وملاذاً ومأمناً للكويت من عوادي الزمن او غدره…؟!!
ان الكويت يا سادة وسط غابة من الوحوش المفترسة التي اذا واتتها الفرصة ما ترددت عن نهشها وافتراسها لذلك اقول لا تركنوا على هذه او تلك.. ولنعتمد على الله ثم على أنفسنا فلنكن نحن اهل الكويت الجدار الواقي والعمق العميق لديرتنا يا سادة لا تستهينوا بأنفسكم. ولا تستضعفوا قوتكم فبكم وفيكم قوة الايمان بالله ومحبة لهذه الارض المباركة واعلموا ان لا هناك قوة على الارض تدافع عن الغير كدفاع المواطنين عن وطنهم..
لذا فان ما نحتاج اليه في هذا الوطن الصغير بمساحته والقوي بأهله هو ازالة الخوف من أنفسنا ثم ازالة كل الشوائب والفوارق التي تباعد القلوب وتكلم النفوس فالكويتيون شعب في أمة وامة في شعب واذا لم نكن كذلك فسيأكلوننا يوم اكل الثور الأبيض..
ان ما نحتاج اليه ان نعي موقعنا وان نعي حقيقة الاطماع المحيطة ببلدنا لقد حبانا الله الخير وعلينا ان نعي كيف نحافظ على هذا الخير الرباني لذلك فان اول ما ينبغي ان يسوس البلد هو العدل وهو ما أكد عليه الدستور فما احلى ان يسود العدل والمساواة بين الناس وازالة الفوارق والنعرات العنصرية والقبلية والمذهبية وما الى ذلك ينبغي ان نتعامل كشعب وأمة متحضرة وواعية، لذلك فلقد اساءنا رفض ممثلي الأمة توحيد الجنسية بين المواطنين فتوحيد الجنسية ليس منة او مخالفاً للقانون فقانون الجنسية رقم 59/15 قد اجاز في المادة رقم (2) توحيد الجنسية حيث نصت «يكون كويتياً كل من ولد في الكويت او في الخارج لأب كويتي» وبما ان ابناء المتجنسين وذراريهم كويتيون بحكم القانون لذلك كان ينبغي تأسيساً على هذه المادة توحيد الجنسية لكن العنصريين جمدوا المادة (2) عمداً وتعمداً حتى لا تختلط الدماء الزرقاء بالدماء الحمراء وما ذلك الا نتاج فكر اناني جاهل متخلف مغرور لم يراع تماسك المجتمع والامن الاجتماعي.. «ولنا عودة».
وعودة الى عمق الكويت نقول لا تعتمدوا على احد نعتمد على الله ثم على انفسنا فالمحيطون بنا ذئاب في ثياب حمل..!!

حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.