الخلاف الناشئ بين النواب الأميركيين والإدارة يوضح لنا ان كل دول العالم فيها مشاكل قد يصعب حلها بسهولة بين أصحاب القرار.
فالحزبان الجمهوري والديموقراطي في الولايات المتحدة، كل له رأي في الميزانية العامة وأسلوب التعامل مع بعض تفاصيلها، ومنها الضمان الصحي للمواطنين.
هذا الخلاف عطل العديد من المرافق الحكومية العامة التي يستفيد منها المواطنون والسياح، ويظهر الجانب غير المرغوب فيه بين الحزبين في التعامل مع قضايا المواطن البسيط.
هذا يعني ان الدول الكبرى لديها أيضا جوانب ضعف يمكن اذا لم تعالجها معالجة حكيمة فإن سلبياتها قد تسبب تصدعاً في قوتها الظاهرية.
ولعل الصعوبة في هذه المشكلة الأميركية ان حل موضوع تمويل الميزانية المختلف عليها لن يتم بطريقة سهلة، بل سيكون بزيادة سقف الدين للدولة التي تعاني اصلا دينا متراكما يصل إلى 17 تريليون دولار وهو رقم خرافي.
فالولايات المتحدة، وهي الدولة الاقوى في العالم،تعاني صعوبات عديدة واختلافات في الرؤى والمواقف بين سياسييها بدرجة قد تسلبها المكانة القوية التي تتمتع بها بين أمم الأرض.
يبقى الأهم كيف سيتصرف أعضاء الكونغرس الأميركي من الحزبين في التعامل مع هذا الخلاف الكبير الذي بدأ يؤثر في المواطن البسيط.
ولعل العالم كله يتابع هذه الأيام التعامل الأميركي مع ذلك، خصوصا انها ليست المرة الأولى التي تواجه الكونغرس والرئيس كهذا النوع من الخلاف، ولكن بعض المراقبين يرون ان الولايات المتحدة ومع تراكم الديون عليها لن تكون الدولة الوحيدة التي ستدير مشاكل العالم الخارجي، خصوصا مع تنامي وبروز دول اخرى لها من الامكانات المادية والبشرية ما يفوق قدرة أميركا.
كل ذلك يجعلنا نؤمن بان لكل قوي جوانب ضعف، ولكل ضعيف جوانب قوة، وأن الضعيف اذا استفاد من جوانب قوته فانه قادر على هزيمة القوي من خلال جوانب ضعفه. «ولله في خلقه شؤون».
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق