مع حلول عيد الاضحى المبارك اليوم اتمنى ان يكون هذا العيد وهذا الحج مناسبة ليغسل فيها المسلمون عموما والكويتيون على وجه الخصوص قلوبهم من ادران الحقد والحسد والكره والبغض والتطاول والانحطاط اللفظي والاخلاقي الذي صار سمة يومية من سمات حياتنا، حيث صرنا نرصد يوميا كمية كبيرة من الكره والبغضاء التي تنتجها – مع الأسف – بلادنا، نلاحظها في سلوكيات السياسيين، نلاحظها في تعامل الناس مع بعضهم، نلاحظها في الطرقات والأسواق وفي سلوكيات قادة السيارات.
حتى الزعامات الدينية صرنا نرى هذه الاخلاقيات السيئة تسيطر على الغالبية العظمى منهم الا من رحم ربي، لذا انتقل سواد قلوبهم الى وجوههم التي أَفَل منها التفاؤل والبِشْر وحل محلهما التجهم والعبوس والنظرات المليئة بالعدوانية والتحدي والتربص والبغض.
في طفولة سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عندما كان في بادية بني سعد عند ظئره حليمة السعدية تعرض رسولنا الكريم الى موقف له رمزيته الكبرى عندما شق سيدنا جبريل صدره واستخرج من قلبه العلقة السوداء وغسل قلبه بماء زمزم والثلج والبَرَدْ، فاستخرج بذلك حظ الشيطان من قلب رسولنا الكريم.
تلك الحادثة التي تقول بعض الروايات انها تكررت في حياة الرسول ثلاث مرات وأن جبريل عليه السلام غسل قلب الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا عند البعثة وفي ليلة الاسراء والمعراج، تلك الحادثة إنما هي نموذج لنا يجب ان نقتدي به ونسعى الى ازالة السواد من قلوبنا بدلا من السعي الى زيادته حتى بات الكثير من دعاة الدين في الحقيقة دعاة للقتل والضرب والإيذاء والكره والعنصرية والحقد والحسد، وامتد سواد قلوبهم الى قلوب الجماهير التي تقلدهم لأنها تظن مخطئة انهم يمثلون الرمزية الصحيحة للدين.. والدين منهم براء.
نحن جميعاً نعلم أنه لو شاء الله لأزال.. بل لم يخلق اصلاً في قلب رسوله اي سواد. لكن ارادة الله شاءت أن ترينا ان محمداً بشر مثلنا.. وهكذا يجب ان يفعل البشر بأنفسهم.. أن يزيلوا السواد من قلوبهم قدر استطاعتهم فيتطهروا بعدما يزيلون حظ الشيطان من هذه القلوب.
فهل نرى مع هذا العيد فرصة للبدء من جديد؟! هل نرى فرصة للبدء بقلوب صافية نقية وايادٍ مفتوحة راغبة فعلاً في التعاون والعمل المشترك؟!
ألم تتعبوا من سياسة التصيّد ونصب الأفخاخ السياسية؟؟ ألم تتعبوا من استدراج الفشل الى بلادكم لتضربوا بعضكم بعضاً؟؟ ألم تتعبوا من الصراخ والكره والحقد؟؟ ألم تشعروا بحاجتكم الى غسل قلوبكم وعقولكم بالماء والبرد والثلج وازالة تلك المضع السوداء من قلوبكم وعقولكم؟؟
أتمنى عندما يأتي العيد القادم ألا نقول ما اعتدنا أن نقوله مع حلول كل عيد..
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيه تجديد؟
٭٭٭
تقبل الله طاعتكم.. عيدكم مبارك وعساكم من عواده.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق