ارتبطت الأعياد في الماضي بالفرح خاصة لدى الأطفال الذين يشكل لهم العيد فرصة لارتداء الحلل الجديدة، والحصول على «العيدية» من ذويهم وأقاربهم، والخروج مع أترابهم إلى ساحات العيد التي تنصب فيها المراجيح، أما الكبار فكانت فرحتهم تتجلى بزيارة الأقارب ولقاء الأهل الذين لم يكن التواصل معهم متاحا على النحو الذي نعيشه في هذا العصر.
بيد أن الأول تحول، فالأطفال اليوم يمكنهم ارتداء الثياب الجديدة على مدار العام، والحصول على مصروفهم الشخصي، والخروج في عطلة نهاية الأسبوع إلى المراكز التجارية حيث توجد في كل مركز تجاري صالة للألعاب فيها أنواع عجيبة ومدهشة تفوق المتعة التي توفرها المراجيح، أما الكبار فأصبح تواصلهم مع الأهل والأقارب أكثر سهولة عبر وسائط الاتصال والتواصل الحديثة.
أضحى الناس يتساءلون: ما الذي تبقى من بهجة الأعياد سوى طقوسها الدينية مثل صلاتي العيدين وزكاة الفطر ونحر الأضاحي؟ لذا يمكن التكهن بأن المظاهر الاحتفالية للأعياد في طريقها للزوال في المجتمعات المسلمة مع بقاء الأعياد كمناسبة دينية، وكل من يرصد حياتنا الاجتماعية يمكنه ملاحظة ذلك الانحسار التدريجي لفرحة العيد سواء عند الكبار أو صغارهم.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق