كثيراً ما نتساءل: لماذا الكويتي وغير الكويتي المقيم في الكويت لا يحترم القانون هنا ولا يلتزم حقوق الطريق ويفعل ما يحلو له بالسيارة من قطع الجزيرة والرصيف الفاصل بين شارعين رئيسيين الى الاستدارات عكس السير.. الى دخول الدوارات بالعكس.. وصولا الى هذا الكم من العنف اليومي الذي نرصده على الطرقات حيث يتعارك يومياً عدد من قادة السيارات كانوا قبل لحظات مستعجلين وكل منهم يريد المرور قبل الآخر، ثم فجأة نكتشف فضاوتهم وتفرغ احدهم لمطاردة الآخر ربما لساعة عدا عن احتمالات تحطيم أحدهما لسيارة الآخر.. أو ضرب الآخر ضرباً يفضي إلى الموت أو يحدث لديه عاهة مستديمة.
نفس هؤلاء إذا قاد أحدهم سيارة في دبي تجده مثل (الألف).. محترم ويحترم غيره ولا يجرؤ أن يتطاول على أحد أو يختطف حق أحد في الطريق، أيضاً في المطار يحترم نفسه ويحترم الدور ويبتسم في وجه الآسيويين ويفسح لهم الطابور!
بينما لدينا في الكويت نتفنن في تدمير القانون وتعزيز الواسطة، لدرجة أن كل الناس أصبحوا أكثر أهمية ولدى كل منهم واسطته.. والعمل لا ينجز سريعاً أصلاً إلا لمن يمتلك هذا الفيتامين اللعين.. (واو)!
لدينا في الكويت 50 نائباً لدى كل منهم عشرة أو 15 من السكرتارية.. وكل سكرتير يعتبر نفسه نائباً.. فسكرتير النائب.. نائب كما يقول المثل الكويتي المطور.
هناك أيضاً 500 مرشح ربما تكون لديهم فرص فوز في انتخابات قادمة، وتسعى الحكومة وعناصر فيها وعناصر أخرى في المجتمع الى تبنيهم وتضبيطهم وتمرير معاملات الناس عن طريقهم ليعبِّدوا لهم طريق الفوز بعضوية البرلمان القادم.
كذلك لدينا وزراء حاليون ووكلاء حاليون ووكلاء مساعدون ومدراء كلهم لديهم واسطات ويمارسون ايضا الواسطة لصالح أناس هنا او هناك.
لدينا ربما 500 وزير سابق و500 وكيل سابق، وكل هؤلاء قادرون على تضبيط أمور الناس وواسطاتهم.
النتيجة.. اي كويتي او مقيم في الكويت اذا اهتم وبحث سيعثر على من يتوسط له لينجز معاملاته.. وربما يبحث عن واسطة لينجو من فعلة غير قانونية ارتكبها، وبالتالي.. صار الناس على استعداد لدخول المعارك والهوشات لأتفه الأسباب، غير آبهين بسلطة قانون ولا كلمة عدالة، الكثير من الناس في هذا البلد صاروا يظنون انهم فوق القانون، وفوق المساءلة.. وان من حقهم ان يمطروا الآخرين بأبشع الألفاظ وربما بالطراقات والبوكسات وليس من حق أحد أن يمنعهم.. فهم فوق المساءلة.. فوق القانون… وفوق الناس جميعا!.
أمثال هؤلاء.. لو وجدوا تطبيقاً صارماً رادعاً للقانون سرعان ما يستعيدون طبيعة «النعامة» التي يمارسونها في دبي.. وينزعون جلد «الأسد» عن أجسادهم.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق