حمد السريع: رجال في الذاكرة “2- 2”

العميد يوسف المشاري عايشته وعاصرته وهو من خيرة الرجال أخلاقا وقوة بالشخصية، فأنا شخصيا لم أعمل تحت إمرته ولكن احتككت معه في مواقف كثيرة فقد كان متابعا نشطا لكل القضايا الأمنية الماسة للوطن فكان ينتقل للمباحث الجنائية او أمن للدولة لمتابعة سير التحقيق وفي إحدى القضايا المهمة التي أصابت الكويت بقلق كبير نتيجة عمل إرهابي وبينما كنت مع مجموعة من الزملاء الضباط نحقق مع متهمين والساعة تشير الى الثالثة فجرا وإذا بالعميد وهو بملابسه العسكرية يدلف علينا بالمكتب يسألنا عن سير التحقيق والنتائج التي توصلنا إليها وكان مستمعا جيدا ويتقبل الرأي حتى ممن أصغر منه رتبة ولديه خبرة في عمله وهذا ما عايشته ففي سرقة وقعت داخل معسكر القوات الخاصة وكنت مكلفا بالتحقيق بها وقد حصرت الشبه على أحد الضباط وجميع الأدلة تشير إليه وحين قاربت الساعة الرابعة فجرا شعرت بتعب شديد مع زملائي وتوقف التفكير وارتأينا ان نحجز الضابط بالمعسكر ونستكمل التحقيق باليوم التالي وبعد ساعات قليلة من النوم وتحديدا عند العاشرة صباحا وصلت المعسكر لاستكمل التحقيق فإذا بالعميد قد استدعى الضابط المشتبه به لسؤاله فسارعت لمكتب العميد وطلبت منه عدم مقابلته حتى لا يشعر بأهميته وهو يقابل مديره العام ويستقوي بعدم الرد على أسئلتنا ووافق العميد على ذلك الرأي، وأمر مساعد الغوينم مساعد مدير الإدارة بإعادته للمعسكر وحينها انهار وسرد اعترافه كاملا مبينا تفاصيل القضية والشركاء فيها والمسروقات.
العميد يوسف أسر من قبل قوات الغزو العراقية وحتى الآن لم يظهر جثمانه ولكن الحكومة الكويتية عليها واجب ومسؤولية كبيرة في تكريم هذا القيادي الذي قدم روحه فداء للوطن من خلال إطلاق اسم شارع او مدرسة او حتى تسمية منطقة باسمه، كما ان وزارة الداخلية عليها واجب تكريم هذا البطل مع من أسر معه من الضباط سواء تمكنوا من العودة او لم تعثر على جثامينهم ومنهم يعقوب السجاري وسفاح عبدالله.

فأبطال الكويت يجب تكريمهم وسنتطرق لاحقا الى الإحباط الذي أصاب الأحياء المشاركين في المقاومة وما تعرضوا له من صد وجفاء من الحكومة الكويتية.

alsraeaa@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.