صلاح الساير: سيدتي الآلة

كان التصوير في الماضي مهنة المصور او «العكّاس» الذي يمتلك اسرار حرفته من تحميض وتظهير، وكان ينبغي على الراغبين بالتصوير تكبد عناء الذهاب الى محل المصور. ومع تطور الكاميرات الحديثة ضمر دور المصور حتى كاد يختفي مع انتشار الهواتف الذكية المزودة بالكاميرات الدقيقة، كما حلت هذه الهواتف الذكية محل العديد من الاجهزة مثل المسجل وكاميرا الفيديو والسكانر والفاكس والساعة والآلة الحاسبة.
تطور الآلة في العديد من المناشط قلل الاعتماد على المهارات البشرية، فالطيار الآلي في الطائرات الحديثة يقوم بالعديد من الواجبات التي كان يقوم بها قائد الطائرة في الماضي، ومثله الطبيب حيث اجهزة قياس ضغط الدم وفحص السكر تمكن المريض من معرفة حالته الصحية في المنزل، وان استدعى الامر زيارة الطبيب فإن الاجهزة الطبية الحديثة في العيادة تقوم بمساعدة الطبيب على التشخيص.

صار من المؤكد ان الآلة تتطور مقابل انحسار المهارات البشرية المعرضة للانكماش، فماذا لو تطور الانسان الآلي وبلغ حد التمام والكمال وتمكنت الصين من اغراق الاسواق برجال آليين يعملون في مجال التعليم والطب والغناء والتمثيل والشرطة والقضاء وسائر المهن الاخرى، ماذا يتبقى للبشر من عمل ومهارات؟

هل حقا العقل نعمة؟ ام انه سيقضي على البشرية ويحولها الى عبء ثقيل على الحياة؟

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.