– اللقاء المرعب الذي اجراه الزميل أسامة القطري ونشرته «الوطن» يوم امس مع أحمد المرشد، كانت فيه عدة نقاط تثير الغثيان والفزع في آن واحد!. ولعل اخطرها ما قاله وكيل وزارة الدولة لشؤون مجلس الامة كان في هذه الفقرات:
«عمل الوزارة بأمانة قد يحتاج نحو 70 موظفا، ولكننا نجد ان عدد الموظفين بها 375 موظفا!. والحقيقة المرة هي ان كثيرا من موظفي الوزارة كانوا لا يعملون ويستلمون رواتبهم»!.
وهذا يعني بالاصل اننا لا نحتاج وزارة ومسمى وزارياً، ولكنها وزارة انشئت للترضيات والتوظيف المنفعي.
ثم يضيف «… حيث تبين ان هناك موظفين مضى نحو 13 عاما وهم لا يداومون ويأخذون رواتبهم كاملة، وهذا كله بسبب التعيين الانتخابي»!
والوكيل هنا حدد السبب في هذا التوظيف المنفعي ومن يقوم به.
ويؤكد «تصور هناك مدير ادارة في الوزارة يتصلون عليه يقولون له يجب ان تداوم فيرد متسائلا… الوزارة وين مكانها»!!
ويواصل الوكيل مفاجآته «كان لدينا 17 مدير ادارة لا يعملون، جالسون في البيت، ومنهم من يعمل مديرا لشركة في المملكة العربية السعودية بجدة طوال السنوات الماضية ويستلم راتبه كاملا. ومدير آخر يعمل مديرا لاحدى القنوات الفضائية الخليجية»!!!
ثم بعد هذا يأتي احمق ابن احمق ليهوّن من خطورة الازدواجية وانتهابها لحقوق المواطنين!.
ولكن الامر لا يتوقف عند هذا المشهد المرعب للفساد وانتهاب اموال الدولة واحتقار حق الآخرين وفرصهم للعمل والانتاج، فالوكيل جزاه الله خيرا حاول انهاء هذه المسرحية اللا اخلاقية في وزارة الامة المنتهية، ولكنه كان يصطدم بأن تعيين هؤلاء الحرامية كان بقرارات وزارية تحتاج الى قرارات وزارية جديدة لالغائها وانهاء خدماتهم.
فتأتي مأساة الوكيل على يد الوزراء حيث يقول «.. وعندما كنت اعرض الموضوع على اكثر من وزير مع احترامي لهم كانوا يطلبون مني التأني، الى ان جاءت الوزيرة رولا دشتي…. فأصدرت الوزيرة قرارات السحب ومن ثم بدأت باتخاذ الاجراءات المناسبة الى ان تقاعدوا من العمل بعد استيفاء كافة الفرص معهم»!.
ترى هل لموقف الوزيرة الحازم من تلاعب بعض النواب وتعييناتهم المجرمة في حق الامة دور في تقصد البعض منهم انتقاد رولا دشتي مع طلعة كل شمس؟! حتى بلغ الاسفاف والاستهتار بعقول الناس ان يتهمها البعض بأنها سافرت على طائرة سمو الرئيس خفية ودون علمه!!
ويبدو ان الهجوم غير الطبيعي على رولا سببه أنها كانت تغير وضعا غير طبيعي فرضه البعض من النواب الذين لا ذمة لهم ولا احترام لدستور اقسموا على احترامه.
نشكر سعادة الوكيل احمد المرشد على هذه الصراحة والشفافية، وان كنا نتمنى عليه ان يذكر أسماء المدراء السبعة عشر ليعرف الناس من هم الذين سرقوا تصوراتهم، ولنخمن من كان وراء تعيينهم.
والقضية ليس فيها سرية، فسؤال برلماني يطلب هذه المعلومات سيكون كافيا للاتيان بالاجابة، ومن لا يحترم قانون الدولة لا يحق له ان يطالبنا باحترام سمعته او اسمه ومن يدافع عنه اسوأ منه.
وشكرا رولا دشتي.
أعزاءنا
لاشك ان العمل الديموقراطي والاداري النيابي لا يستقيم دون وجود معارضة تملك رؤية وبرنامجاً تراه افضل من برنامج الحكومة أو بقية المجلس لتحقيق الصالح العام والمقاصد الدستورية، وتسعى لتطبيقه.
ولكن يبدو ان البعض يعتقد بأنه يجب عليه ان يملأ الفراغ الذي تركته من تسمى بالمعارضة سابقا وبنفس الأسلوب المتوحش!.
وهذا يعني اننا لا طبنا ولا غدا الشر، وانما تغيرت الوجوه والاسماء فقط.
واذا كان البعض يريد احتلال مكان الحنجرة النحاسية، فليتذكر ان من نتف ريش الذئاب لن يعجز عن تعريه ما هو دونها من مخلوقات.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق