محمد العبدالجادر: انعقاد «المجلس» واقع وتمنيات

حتى ساعة كتابة هذه المقالة، وللمرة الأولى منذ انعقاد الفصول التشريعية الأخيرة، تأخر وصول دعوة مجلس الأمة التي تأتي من الأمانة العامة للمجلس، وهي «دعوات» تختص بضيوف المجلس، ومنها أعضاء مجلس الأمة السابقون، وهذه المقدمة ليست شكوى شخصية، ولكنها «شرهة» للاخوان في المجلس، الذين تربطنا بهم علاقات سياسية واجتماعية، ولكن تثبت صدقية المقولة «بعيداً عن العين بعيداً عن القلب» وبالتأكيد أن العين والقلب هما الحدث السياسي.

ورغم ذلك فإن مجلس الأمة هو بيت الشعب وبيت الأمة، وسنظل متابعين له سواء من الداخل أو الخارج، وسننتقد الاخطاء وسنصفق للتوفيق اذا ما حالفهم التوفيق، وحتى الآن لم يعقد المجلس جلساته العامة، وأمام هذا الانعقاد تحديات جمة وجلية داخل المجلس وخارجه، هنالك صراع وتسابق وضغط لتغيير وزاري من خلال التلويح بالاستجوابات او اثارة قضايا محددة لبعض الوزراء، وهو استباق لتسريبات من الداخل حول تعديل قريب. وستظل قضايا الاسكان والصحة والتعليم قضايا حاضرة وخاصة بعد إدراجها في المراكز الأولى لاستبيان أمانة المجلس، ولا شك في ان جدول الأعمال، المتخم بمشاريع قوانين تراكمت على مدى سنوات، يحتاج إلى غربلة في الأولويات وبالذات في الجانب الحكومي.

دور الانعقاد الحالي يواجه تحديات حول شكل الكتل النيابية التي ترتكز على تكتلات آنية أو على قضايا محددة وردود أفعال على انتخابات مكتب المجلس، الدور الحالي يواجه تحديات من خارج المجلس من قوى تنتظر طوق النجاة لكي تعود الى المشاركة، وشعورا سائدا بين المواطنين بأن هذا المجلس عمره قصير كعمر أقرانه من المجالس الاخيرة، وهو شعور غريب.

وتبقى التمنيات بأن يسود التعاون وحسن النوايا بين السلطات، وهو مطلب المواطن البسيط الذي يريد إنجازات واستقرارا في كل المجالات، ولكن هيهات بين الأماني والواقع.

د. محمد عبدالله العبدالجادر
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.