الطيبة والتعاطف والحرص على التواصل مع الغير بعض من شمائلنا. فالعديد منا، بل أكثرنا، لا يتأخرون عن أداء الواجبات الاجتماعية تجاه الآخرين. مرض فلان عدناه، تزوجت فلانة سارعنا بالتبريكات. ملتزمون، متحفزون بكامل جهوزيتنا الاجتماعية، وعلى أهبة الاستعداد من أجل أن نثبت للآخرين كم نحن نحبهم!
هذه الغيرية (الاهتمام بالغير) صفة حميدة محمودة شريطة ألا تنسينا الاهتمام بأنفسنا وتجعلنا نذوب في الآخر، كما يذوب الملح في الماء.
فالمبالغة بالتواصل الاجتماعي قد تبلغ بالمرء درجة النفاق، خاصة حين يؤدي الشخص واجباته تجاه الغير وينسى ذاته، وكأنه منذور للآخرين، ولا موهبة له سوى طبع القبلات وازجاء التحيات والتبريكات.
في غمرة حياتنا الاجتماعية الثقيلة والتي صار من المؤكد ان الجميع يشكو من ثقلها نغفل عن «الأنانية النبيلة» وأعني بها حب الذات على نحو إيجابي حين نسعى إلى تطوير ذواتنا وصقل شخصياتنا وتلك واجبات ينبغي توفير الوقت اللازم لها، فالهوايات والقراءات ونحو ذلك من وسائل تطوير الذات بحاجة إلى وقت ثمين لا يهدره صاحبه في جلسات الهذر والكلام المكرور.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق