صالح الشايجي: إنها الكويت ولا عجب

استطاع العراقيون بالصبر والمثابرة والإصرار، إسقاط أحد أوجه الفساد في بلادهم والذي يتمثل بالامتيازات المالية التي يحظى بها نوابهم.
الديموقراطية الجديدة في العراق لم يتجاوز عمرها سنوات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة وربما أزيد قليلا، ولكن العراقيين أحسوا بمدى التجاوز على الحقوق الذي قننه النواب لصالحهم ضاربين عرض الحائط بمصالح الشعب، وليكون التفاوت المالي كبيرا جدا بين مداخيل النواب والذين لا يمارس أغلبهم مهامه البرلمانية بسبب تواجده خارج العراق والسياحة بين أجمل بقع العالم بحجة أنه مهدد أمنيا في العراق، وبين مداخيل الموظف العراقي العادي والمنتظم في عمله والمعرض للموت في كل دقيقة من يومه تفجيرا أو اغتيالا.

سقت هذا المثل من ديموقراطية وليدة لأدخل في ساحة ديموقراطية قديمة ناف عمرها على نصف قرن، وهي الديموقراطية الكويتية والتي تحقق أو حققت للرابحين في سوقها من النواب، ما يفوق كثيرا ما حققته الديموقراطية العراقية لنوابها، تمثل في امتيازات ومكاسب مالية وسلطة وهيبة للنواب الكويتيين، ما شكل أوجه فساد كثيرة يمارسها نوابنا ويستفيدون من حقول الفساد التي زرعوها ليرتعوا فيها وحدهم.

بينما الشعب صامت ساكت يلوذ بالصمت ويخشى الولوج في ساحة يظن أن الولوج إليها أو فيها ليس من حقه.

وبما أنني نأيت بنفسي عن الديموقراطية الكويتية، وليس لي فيها ناقة ولا جمل، ولا حتى «تيس»، لا أنتخب ولا أرشح ولا حتى أدعو إليهما رفضا مني لهذه الديموقراطية المزعومة المكذوبة التي جعلتنا نرسف بقيود العبودية وأخرجتنا من النور إلى الظلمات وإلى الحالكات والكالحات، فإنني أدعو حملة بيارق تلك التي يظنونها ديموقراطية والمؤمنين بها وبدستورها المجفف، أدعوهم إلى فعل ما فعله العراقيون والتصدي لما حققته تشريعات النواب لأنفسهم من مكاسب مالية وامتيازات وتجاوزات على حقوق الناس الكويتيين الأنقياء الذين لم تدنسهم مياه ديموقراطية الكويت وضواحيها، وأنا منهم و«أفتخر»!

لقد تحول نفر من أولئك النواب إلى أعداء للكويت ومدوا أياديهم لمن أراد بها شرا، ورغم ذلك مازالوا يتمتعون بامتيازاتهم المالية التي يدفعها الشعب لهم، وبذلك تكون الكويت أول دولة في العالم تمول أعداءها!

ولا عجب إنها الكويت!

 

 

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.