في البدء نرجو ألا يختزل الإنجاز الحضاري السعودي الضخم في قضية واحدة مهما كانت أهميتها وهي «قيادة المرأة السعودية للسيارة»، فالمجتمع السعودي قفز قرونا الى الأمام خلال عقود قليلة فاستتب الأمن وأنشئت الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع والمزارع وتمت توسعة الحرمين الشريفين بشكل غير مسبوق في التاريخ أو لدى مراكز العبادات الأخرى في العالم.
>>>
ومعروف أنه لا إشكال دينيا في قيادة المرأة للسيارة حيث لم تأت النصوص الدينية بتحريم الإسلام لقيادة النساء للدواب (سيارات ذلك العصر) فقيادة المرأة للسيارة هي إشكال اجتماعي لا ديني أشبه بتعليم البنات الذي بدأ كمعضلة اجتماعية كبرى، ثم انتهى الأمر بالإنجاز العلمي المبهر للمرأة السعودية وتخرجها في أرقى الجامعات في العالم وتقلدها أعلى المناصب في المملكة.
>>>
ولقيادة المرأة السعودية للسيارة فوائد عدة فهي تمنع الخلوة المحرمة دينيا بينها وبين السائق، وتحدّ من ظاهرة تحرش بعض السواق الجنسي بالأطفال وهو أمر خطير مسكوت عنه، كما توفر على الدولة وعلى الأسرة في السعودية مبالغ طائلة ولا يمكن في هذا السياق التذرع بما يمكن ان تتعرض له بعض النساء من غزل من الشباب وهو أمر تحدّ منه العقوبات الرادعة وستختفي تلك الظاهرة سريعا مع تعوّد الناس على رؤية المرأة تقود السيارة حالها حال شقيقاتها في دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية والعالمية.
>>>
آخر محطة: قد يكون من وسائل حل ذلك الإشكال التدرج حيث يمكن السماح للمرأة بقيادة السيارة في مناطق مثل الدمام وجدة والرياض كخطوة أولى، وبعدها يتم التوسع في باقي مناطق المملكة كي تنتهي بسلام تلك القضية المفتعلة التي ينتفع بها المغرضون.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق