هناك احتمال بان الزميل زايد الزيد لا يداوم فعلا. وان قرار فصله قد يكون قرارا اداريا في محله واكثر. وهو احتمال وارد، وذلك لسبب بسيط ومعروف، وهو انني كتبت مرارا وتكرارا بان اغلب موظفي الدولة لا يداومون، وبالتالي فان الزميل الزيد ليس استثناء. لهذا فان انكاره او تذمره من قرار فصله من عمله لا يبدو في رأينا واقعيا او منسجما مع واقع الحال الوظيفي لموظفي دولة الكويت ومواطنيها، خصوصا من هو بدرجة مستشار او مدير كالزميل الزيد.
لكن يبقى ان السؤال الذي من المفروض ان يسأله كل عادل ومخلص وحيادي.. هو: هل الزميل الزيد هو الموظف الوحيد من موظفي حكومة دولة الكويت الذي يستحق الفصل؟.. هل موظفو الحكومة هنا ملتزمون ولا يستحق اي منهم الفصل او حتى التأنيب؟.
لدي قناعة اكثر هنا ان %99 من موظفي الدولة اكثر استحقاقا للفصل من الزميل زايد الزيد. بل ان الاكثرية منهم تستحق العقاب والتأديب وليس مجرد الفصل. فاغلبهم مثل الزميل الزيد قد يكون لا يداوم، وبعضهم يختلس والبعض الآخر مثل ما اعلن وكيل وزارة شؤون مجلس الامة مزدوج الجنسية ويعمل في وظيفة خارجية بالاضافة الى وظيفته الحكومية. هؤلاء لحسن حظهم او بالاحرى لسوء حظ الوطن يكافأون ويتلقون الهبات والكادرات رغم كل الاخطاء والخطايا التي ارتكبوها ويرتكبونها. وحده الزميل زايد الزيد قررت وزارته، او ربما الحكومة باكملها معاقبته لا لشيء الا لانه عبر عن رأيه واتخذ موقفا فعالا وليس لا مباليا لما يدور حوله.
اغلب ظني ان زايد الزيد وغيره ممن نصبوا انفسهم حراسا ونواطير للمال العام يبالغون كثيرا في «النطارة»، ويختلقون الكثير من الدعاوى والمزاعم. صحيح انهم مزعجون وربما غوغائيون.. ولكنهم ليسوا مجرمين او ممن ثبتت ادانتهم ويستحقون ان يعاقبوا او حتى يتهموا بشيء. زايد الزيد عبر عن رأيه والمفروض ان تتوافر حرية التعبير لكل مواطن كويتي. فهذه من صلب نظامنا الديموقراطي وحق لموظفي القطاع الخاص مثل ما هي حق لموظف الحكومة. واي مواطن من المفروض الا يكون عرضة للاضطهاد او التهديد الذي يمنعه من اداء مهامه الوطنية او حتى ما يعتقد انه من هذه المهام.
فصل زايد الزيد من وظيفته، عمل عدواني صرف. واضح وجلي ولن يكون في امكان الحكومة تغطيته او تبريره ما لم يتم فصل الالاف او بالاحرى كل موظفي الحكومة، لانه وحتى مع افتراضنا اعلاه بان الزميل الزيد لا يداوم، فاننا على ثقة ايضا بانه يداوم اكثر من بقية نصف موظفي الحكومة.
عبداللطيف الدعيج
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق