الرفاه لا يتحقق بالمال وحده، بالمال يتحقق شيء من الرفاه لا الرفاه كله.
أعلن سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك عن نهاية دولة الرفاه، أو هكذا فهمت من التعليقات وردود الفعل التي أعقبت قوله، ولكن الحكومة وعبر عدد من وزرائها ادعت أن ثمة لبسا فيما فهمه الناس حول قول رئيس الوزراء وأنه لم يعلن نهاية دولة الرفاه!
أنا كمواطن كويتي لا يشغلني ذلك الأمر وما إذا كان سمو الرئيس قد أعلن صراحة وعلانية نهاية دولة الرفاه أو أن له مرمى آخر، ولكن فهم بعض الناس حصره في القول المباشر حول نهاية دولة الرفاه، ولكن ما يهمني شخصيا هو هذا الرفاه المزعوم الذي يتحدثون عن نهايته!
فأين هو هذا الرفاه؟
هل هو في دعم سعر الأرز والزيت والعدس! أم هو في رخص سعر الوقود الذي يجعلني أملأ خزان سيارتي مقابل دنانير قليلة وتتحمل حكومتي بقية سعره؟!
أم هو في الكهرباء المجانية أو شبه المجانية التي أستهلكها مقابل دريهمات قليلة تعجز الحكومة معظم الوقت عن تحصيلها لتصير مجانية فعلا؟!
و لا أريد أن أستمر في تعداد أوجه الرفاه المالية الكثيرة في بلادي، وهي موجودة في التعليم والطبابة وغيرها من خدمات تقدمها البلاد لبنيها، وهو الأمر الذي لا تنفرد به الكويت، بل إن بعض دول الغرب تمنح اللاجئين إليها ممن هم ليسوا من بنيها ولا هم من دينها ولا قوميتها، ما يزيد على ذلك من خدمات ومساعدات تصل إلى الرواتب المجانية دون عمل يؤدونه.
تحقق الرفاه يكون في احترام كينونتي وحريتي فيما أختار من أنماط العيش فلا أرى الممنوعات في بلادي تفوق المسموحات، وأن الحكومة ألغت كينونتي وحلت محلي وحولتني إلى آلة من صنع يديها، مسلوب الإرادة وجاهلا فيما ينفعني ويضرني.
البلاد التي تقلص الحريات الخاصة وتكثر فيها الممنوعات الفردية، هي ليست بلاد رفاه حتى لو نحتت لنا تماثيل من ذهب وسقتنا الشهد بكؤوس من فضة.
الرفاه بالحرية وليس بالمال، فليت الذين ثاروا على قول سمو الرئيس، ثاروا على الواقع الذي نعيشه مغلولين مقيدين، رغم الرفاه المالي.
النفوس المقيدة والعقول المغلولة لا يشفيها الخبز المدعوم.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق