كشف في دراسة علمية جديدة حول استعمال “تويتر” اجراها فريق علماء من جامعة “بريغهام يونغ” الأميركية أن شبكة التواصل الاجتماعي يمكن أن تستخدم كنظام إنذار مبكر لمكافحة الانتحار. ولقد فحص الباحثون ملايين التغريدات على مستوى الولايات المتحدة الأميركية وبحثوا عن تكرار كلمة الانتحار وما يرتبط بها مثل ظاهرة التنمر الإلكتروني (البلطجة والاستغلال CyberBullying). وتوصلوا إلى أن “تويتر” يمكن أن يستعمل من قبل الجهات المسؤولة كنظام إنذار مبكر لمنع محاولات الانتحار ومعالجة أسبابها الرئيسية (المصدر: “يوريكا” 9- 10-2013).
ولعل ما هو مثير للاهتمام في الدراسة الأخيرة حول شبكات التواصل الاجتماعي كشفها عن حقيقة أن بعض صغار السن الذين يتعرضون للمضايقات يستطيعون البوح في تغريداتهم بمشكلاتهم من دون حرج. فبدلاً من التحدث مع اولياء أمورهم أو اصدقائهم يختار بعض ضحايا التنمر الإلكتروني “تويتر” كقناة آمنة للبوح بما يجول في خواطرهم مثل وقوعهم ضحايا للتهديد وتشويه السمعة.
إضافة إلى ضرورة منع حدوث الجرائم الإلكترونية مثل الابتزاز والتهديد وتشويه السمعة حري بالجهات المسؤولة أيضاً وضع آليات وإجراءات مناسبة لمكافحة محاولات الانتحار المحتملة. فنحن نعيش حالياً في عالم متغير وشديد التعقيد لم يعد تنفع لحل أزماته الطرق والحلول التقليدية. على سبيل المثال, ثمة أفراد وخصوصا من فئة صغار السن والشباب من يقعون أحياناً ضحايا للمفترسين الإلكترونيين. فالبلطجة والتنمر الإلكتروني اصبحتا ظاهرتين معاصرتين تهددان الأمن النفسي والبدني لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي, ولابد من توافر قنوات أخرى بديلة لمساعدة هؤلاء الضحايا. ولقد أوصى الباحثون الأميركيون بان تستخدم الجهات الحكومية المسؤولة والمدارس تطبيقات برمجية معينة تمكنها من غربلة تغريدات بعض الطلبة وصغار السن لكشف محاولات الانتحار المحتملة.
بدلاً من النظر إلى المحاولات الحكومية لتنظيم الفضاء الإلكتروني على أنها محاولات للتضييق على الحريات الشخصية, لماذا لا نركز على بعض الظواهر المدمرة التي تحصل عبر “تويتر”. فلم يعد السب والقذف وتشويه السمعة والاحتيال والنصب الجرائم الوحيدة التي تحصل في شبكات التواصل الاجتماعي, بل ربما تحوي بعض التغريدات نداءات يائسة تنذر بقرب الانتحار لمن تعرضوا للتهديد والابتزاز ومن يحتاجون فعلاً للمساعدة. فلعل وعسى.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق