ودعنا الى ديار الخلود المقدم جاسم القطامي يرحمه الله، وكانت لي معه ذكريات بدأت على مقاعد الدراسة، وكان جاسم (رياضيا) بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وقد تميز بسرعة الجري، واحرز كثيرا من الجوائز القيمة. كنا ونحن في المدرسة نلتقي دائما على المودة، وقد وهبنا الله سبحانه وتعالى حب القراءة وكنا نتبادل ما عندنا من الكتب. وقد التحق جاسم بالبعثة الى مصر، وبقيت في الكويت موظفا. وبعد تخرج جاسم عمل مديرا للشرطة ثم وكيلا لوزارة الخارجية. وعندما رشحني المرحوم العم السيد رجب الرفاعي سفير الكويت في تونس للعمل معه في السفارة، ذهبت الى وزارة الخارجية للحصول على جواز سفر دبلوماسي، وقد قابلت المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح (صاحب السمو بعد ذلك) لتوقيع الجواز بصفته وزير الخارجية قال لوكيل الوزارة جاسم القطامي: «تمنيت ان يُعيّن فاضل في لبنان لأنه خير من يقوم بهذه المهمة، فقال جاسم ان لدينا وظيفة له بعد سنتين. وسافرت الى تونس، وفي جلسة ضمتني مع السفير الرفاعي وبحضور الاستاذ عبدالله بشارة الذي كان يعمل في السفارة، – وهو اليوم رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية – قلت ان الشيخ صباح قال كذا، فقاطعني السفير قائلا: وماذا تعمل في لبنان وهي تموج بالاحزاب السياسية المتنافرة، وخير ذلك ان تواصل العمل هنا في تونس متفرغا لعملك الصحافي وانت مرتاح البال.
وكان من المفترض ان اقضي سنتين، ولكنني قضيت في تونس اربع عشرة سنة مرت مرور الكرام. فرحمة الله على جاسم القطامي ورحمة الله على السيد رجب الرفاعي واطال الله في عمر عبدالله بشارة، فكل من هؤلاء الثلاثة مفخرة للوطن.
فاضل خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق