صلاح الساير: مليح..ساقية الأرض

على عكس ما يعتقد الكثير من الناس فإن إمارة أبوظبي كبيرة المساحة. فالمسافر برا من مدينة أبوظبي يضطر لقطع قرابة 400 كيلومتر ليبلغ منفذ الغويفات باتجاه المملكة العربية السعودية ذلك أن مساحة أبوظبي تتجاوز 60000 كيلومتر مربع وتمثل أكثر من 80% من مساحة دولة الإمارات العربية المتحدة وتتشارك حدوديا مع السعودية وسلطنة عمان وتطل على الخليج العربي بسواحل يبلغ طولها 700 كيلومتر ويحتوي بحرها على نحو 200 جزيرة.
في مطلع القرن السابع عشر قدمت جماعة من قبيلة بني ياس إلى جزيرة صغيرة قرب الشاطئ تدعى «مليح» وفيها أقاموا أول نواة لمدينة أبوظبي الحالية.

وقد أثبتت تنقيبات علماء الآثار أن الاستيطان البشري تواصل في أبوظبي وعموم دولة الإمارات منذ آلاف السنين، ومن أجمل ما شاهدت في منطقة العين موقع «الهيلي» الأثرية الذي يحتوي على مستوطنات وقبور تجاوز عمرها 4000 سنة وقد تحول الموقع إلى متنزه يجمع ما بين اخضرار الزروع وهيبة التاريخ.

كنت جلت في أبوظبي وزرت جزيرة «دلما» البعيدة عن الساحل ووقفت على أمجادها البحرية القديمة عندما كانت محطة لبيع اللؤلؤ وتزويد السفن بالماء والطعام، وعرفت أن الماء العذب في الأزمنة القديمة كان ينقل بواسطة السفن الشراعية من هذه الجزيرة القصية إلى مدينة أبوظبي.

وأدركت كفاح أهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين سعوا الى الرزق وقت العسر بشموخ الفرسان حتى تحولت «مليح» العطشى إلى مدينة أبوظبي عاصمة الدولة الاتحادية التي صارت خيراتها تصب في أصقاع الأرض.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.