صلاح الساير: موت الأبجدية

استخدمت الشعوب القديمة الإشارات والاختصارات لتنوب عن الكلام الواضح أو الرسالة المكتوبة مثل الكتابة بالدخان، كما عرفت البشرية لغة المورس لكتابة البرقيات التي تعتمد على الصوت المنبعث من مفتاح المورس الذي لا يصدر سوى صوتين، الأول دقة سريعة ويرمز لها بالنقطة (.) والثاني دقة أطول من الأولى ويرمز لها بالشرطة (ـ) وتتكون سائر الحروف من هذين الصوتين فالحرف A يكتب (. ـ) وحرف F يكتب (. . ـ .) وهكذا يترجم المخابر اللاسلكي النص إلى إشارات صوتية ليقوم مستقبل الرسالة بترجمتها إلى الحروف العادية حال سماعها من الجهاز.
تكثر الاختصارات والمصطلحات لدى الناس في الغرب خاصة استخدام الأرقام بدلا من الحروف مثل كتابة (4 sail) ويقصدون بها for sail أو للبيع.

وفي اللغة العربية تعتبر (ق.م) من أشهر الاختصارات وتعني قبل الميلاد في التقويم الميلادي.

واليوم بعد انتشار الشات أو الثرثرة على الإنترنت صار الجميع يميل إلى الاختصار بحروف تفي بالقصد مثل (LOL) والتي تعني الضحك بصوت عال، و(BRB) وتعني سأعود لاحقا، و(TYT) بمعنى خذ وقتك.

بدأت كتابة البشر للحروف برسوم وصور للنباتات والطيور والزواحف، ولكل صورة صوت ينطق به مثل (الافعى والبومة والنخلة والصقر وغيرها) في اللغة الهيروغلوفية في مصر القديمة.

ويبدو أن البشرية تعود إلى جذورها الأولى، فالهواتف الذكية مليئة بالصور المعبرة عن الكلمة أو عن المشاعر، وصار بإمكان الشخص أن يكتب رسالة كاملة باستخدام هذه الصور والإشارات دون الحاجة لكتابة حرف أبجدي واحد.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.