دشنت البحرية الأميركية امس «يو اس اس جيرالد – فورد» النموذج الأول من جيل جديد لحاملات الطائرات، وهي ضخمة بزنة 97 ألف طن في منتهى الحداثة حملت تكاليف باهظة مقلقة لسلاح البحرية الذي يواجه شحا في الميزانية.
وسيعود إلى ابنة الرئيس الأميركي الأسبق وعرابة السفينة سوزان فورد بيلز شرف تدشين حاملة الطائرات الذي يقام في حوض بناء السفن نيوبورت نيوز الواقع على مقربة من قاعدة نورفولك الجوية الشاسعة في ولاية فرجينيا (شرق).
وسيستمر بناء السفينة الذي انجز بنسبة 70% بعد ذلك حتى فبراير 2016 ليتم تسليمها الى البحرية مع تأخير لـ 6 أشهر.
لكن رئيس أركان قوات البحرية التي تواجه اقتطاعات تلقائية في ميزانيتها وضرورة تمويل مشاريع مهمة أخرى مثل الغواصة المقبلة، ألمح الى احتمال «تأخير التسليم لسنتين لتمدد الفترة التي لن يكون فيها لدى البحرية سوى 10 حاملات طائرات في الخدمة ما سيحد من تنامي قدرتها» في حال حصول أزمة.
وينص القانون على ان تملك البحرية الأميركية 11 حاملة طائرات نووية، لكن ليست هي الحال منذ ان سحبت يو اس اس انتربرايز من الخدمة في اواخر العام 2012.
وحاملات الطائرات الـ 10 الحالية التي أطلقت بين 1975 و2009 تنتمي جميعها الى الفئة نيميتز.
ولحاملة الطائرة سي في ان 78 جيرالد ـ فورد ـ التي ستتبعها جون ـ كينيدي (سي في ان ـ 79) ثم انتربرايز (سي في ان 80) حجم مماثل من 330 مترا.
لكن مصمميها يعدون بانها ستكون قادرة على القيام بطلعات جوية أكثر بنسبة 25% من طائراتها ومروحياتها المقدر عددها بـ 75، وستنتج مفاعلاتها كميات اكبر من الكهرباء كما ستنتج منشآتها لتحلية مياه البحر كميات اكبر بنسبة 20% من المياه العذبة يوميا ما يسمح لبحارتها بالاستحمام بشكل مريح. وستسمح مختلف التحسينات خصوصا بتسهيل عمليات الصيانة.
وتؤكد البحرية الاميركية ان «الفئة فورد معدة لتقديم مزيد من القدرات القتالية مع تخفيض طاقمها الى نحو 700 عنصر (قياسا الى 5000 في الفئة نيميتز) بكلفة إجمالية أقل». لكن في هذه المرحلة فإن التكلفة اكبر مما كان متوقعا.
فبين تمرير العقد في 2008 والمرحلة الحالية ارتفعت تكلفة البناء بنسبة 22% لتصل الى 12.8 مليار دولار، دون ان تأخذ البحرية «في الحسبان 4.7 مليارات دولار كنفقات على الأبحاث والتنمية»، كما ندد مكتب الميزانية في الكونغرس الذي يشرف على استخدام الأموال الفيدرالية.
ويرد مسؤولو البحرية بأن هذه التجاوزات امر مألوف في بناء النماذج الاولى من السلسلة.
لكن في ظروف التقشف هذه فإن هذه الزيادات تغضب حتى أكثر الداعمين المتحمسين للپنتاغون أمثال السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي حمل على طلب جديد لزيادة 506 ملايين دولار لبناء جيرالد-فورد.
ولفت تقرير لمحكمة الحسابات الأميركية في سبتمبر الماضي الى ان على البحرية خصوصا «ان تتجاوز مشكلات كبيرة على الصعيد التكنولوجي والتصميم والبناء».
قم بكتابة اول تعليق