بعزيمة الأبطال ، حصد الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي لقب دوري أبطال أفريقيا للعام الثاني على التوالي وللمرة الثامنة في تاريخه وحجز مقعده ببطولة كأس العالم للأندية بالمغرب في الشهر المقبل بعد فوز مستحق على حساب ضيفه العنيد الذي يستحق الإحترام أورلاندو بيراتيس الجنوب أفريقي بهدفين نظيفين في اللقاء الذي أقيم مساء الأحد على ملعب المقاولون العرب بحضور أكثر من 30 ألف مشجع وفي وجود طاهر أبوزيد وزير الرياضة والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”.
الأهلي أعاد كتابة التاريخ من جديد فقد عزز إنفراده بصدارة أبطال القارة برقم قياسي بحصد البطولة للمرة الثامنة كما أنه أصبح أكثر أندية العالم مشاركة في مونديال الأندية بالتساوي مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي برصيد خمس مرات وحقق مدربه محمد يوسف البطولة الأولى في تاريخه كما أن الأهلي عرف الطريق لأول مرة للمونديال خارج اليابان.
كالعادة وضع “الماجيكو” محمد أبوتريكة تاجر السعادة بصمته في الدقيقة 54 وسجل هدف التقدم قبل أن يقتل أحمد عبد الظاهر أحلام الضيوف بهدف ثانٍ في الدقيقة 78 ونال شريف عبد الفضيل مدافع الأهلي الطرد في الدقيقة 83 ، وفاز الأهلي بفضل تعادله ذهاباً في جوهانسبرج بهدف لكل فريق ويثأر من هزيمته الأولى بدور المجموعات أمام أورلاندو بثلاثية نظيفة في الجونة وهو الفوز الأول للأهلي على الفريق الجنوب أفريقي.
أداء بطولي قام به لاعبو الأهلي ومدربهم محمد يوسف الذي أجاد في قراءة اللقاء وإغلاق المساحات قدر الإمكان أمام طوفان الهجوم الجنوب أفريقي ليحصد أول لقب في مشواره كمدرب.
اللقاء لم يعرف أي فترات لجس النبض فالبداية كانت مثيرة منذ البداية وتبشر بمواجهة قوية خاصة في ظل الحماس الجماهيري الكبير لرابطة ألتراس أهلاوي في المدرجات ، وكانت البداية من جانب انطلاقة للجناح الأيسر سيد معوض وتمريرته العرضية مع بداية اللقاء التي لم تجد من يتابعها ثم تمريرة سحرية من محمد أبوتريكة لم يدركها وليد سليمان.
وكانت الهجمة الأولى الحمراء من ضربة رأس قوية للمدافع محمد نجيب في الدقيقة الرابعة عشرة مستغلاً عرضية متقنة لمعوض النشيط مرت بجوار القائم ، وكانت الندية حاضرة منذ البداية فأورلاندو لم يلجأ للدفاع رغم حماس ونشاط لاعبي الأهلي بل شن الضيوف هجمات مرتدة سريعة عن طريق الجناح سيجوليلا الذي شكل خطورة بإنطلاقاته خلف معوض وبالفعل ظهرت أول ملامح الخطورة بتمريرة متقنة وانطلاقة للخطير باسيلا ولكن الدفاع الأحمر أبعدها ببراعة ثم دق سيجوليلا ناقوس الخطر بإنفراد من الجبهة اليسرى في الدقيقة العشرين ولكن الحارس شريف إكرامي حرم أورلاندو من فرصة التقدم وانقض على الكرة ببراعة بعد لحظات من إلتقاطه تصويبة من خطأ على حدود منطقة الجزاء.
أحمد عبد الظاهر فاجأ الجميع في الدقيقة 22 بتصويبة صاروخية تصدى لها حارس أورلاندو بصعوبة بالغة ثم إنطلاقة عنترية من أحمد فتحي لاعب وسط الأهلي انتهت بتمريرة عرضية لعبد الله السعيد الذي سدد بجوار القائم.
الربع الأول من النهائي المثير كشف الفكر التكتيكي الهجومي المميز للاعبي أورلاندو والذي يعتمد على هز عمق دفاعات الأهلي استغلالاً لبطء جمعة ونجيب والمساحات خلف سيد معوض ، وحصل المدافع شريف عبد الفضيل على إنذار بعد عرقلته اللاعب كلاتي في الدقيقة 30..وفرض محمد يوسف المدير الفني للأهلي حالة من الحذر الدفاعي لمواجهة الهجمات الجنوب أفريقية بغية التقدم وكسر سيطرة الضيوف ووجه ماتالابا تسديدة وأهدر سيجوليلا هدفاً مؤكداً من ضربة رأس في الدقيقة 34 في منطقة الست ياردات مرت بجوار القائم وسط تردد من الحارس إكرامي في الخروج وحاول وليد سليمان إنهاء سيطرة أورلاندو بتبادل الكرات مع معوض في الجبهة اليسرى ولكن دون تشكيل خطورة ، وسقط حسام عاشور دينامو الأهلي مصاباً بعد إلتحام قوي مع لاعب أورلاندو.
الدقيقة 43 كادت تشهد مفاجأة سارة للاعبي الأهلي بهدف التقدم ولكن أحمد عبد الظاهر أهدر الإنفراد الذي أهداه إليه أبوتريكة ببراعة ولكن المهاجم الأهلاوي تباطئ ليتصدى الحارس للكرة قبل أن ينطلق وليد سليمان من الجبهة اليمنى ويوجه تمريرة عرضية فشل أبوتريكة في استغلالها واكتفى بمراوغة يائسة داخل منطقة الجزاء ومع صافرة نهاية الشوط الأول من الحكم الجامبي جاساما نشبت مشادة بين أحمد عبد الظاهر وأحمد فتحي مع باسيلا وكلاتي لاعبي أورلاندو أنهاها الحكم قبل أن يتطور الموقف ليغادر الفريقان إلى غرف خلع الملابس بعد 45 دقيقة ممتعة افتقدت للأهداف.
لاعبو الأهلي ظهروا أكثر تركيزاً مع بداية الشوط الثاني وفرضوا السيطرة منذ الدقيقة رغم التسرع في أداء الفريق الأحمر وانطلق معوض من جديد في الدقيقة 47 ولكنه مرر كرة أرضية طائشة وتابعها وليد بتسديدة بعيدة ، وأثار عبد الفضيل القلق في قلوب مشجعي الأهلي بتمريرة قصيرة في الدقيقة 50 كاد أن يلحقها الخطير باسيلا لولا فطنة إكرامي وتقدمه لإبعاد الكرة قبل أن تصل لهداف أورلاندو ، وحاول وليد خداع حارس الضيوف المتقدم بتسديدة ماكرة علت العارضة.
وفي الدقيقة 54 كانت جماهير الأهلي والكرة المصرية على موعد مع السعادة عن طريق “الماجيكو” أبوتريكة الذي بدأ هجمة منظمة بتمريرة لزميله عبد الله السعيد الذي سدد كرة أرضية ضعيفة وجدت قدم أبوتريكة ليودعها المرمى بكل هدوء في خطأ دفاعي ساذج للاعبي أورلاندو.
هدف أبوتريكة زاد الضغط العصبي للاعبي أورلاندو فحاولوا الحد من إنطلاقات الأهلاوية ببعض الخشونة ، وحاولوا استعادة بعض التوازن بانطلاقات سريعة للمزعج سيجوليلا وفي الدقيقة 60 سدد كلاتي كرة قوية تصدى لها إكرامي بسهولة ولكن أداء لاعبي الأهلي كان أفضل في هذا الشوط بشكل ملحوظ فالتمريرات المقطوعة قلت بشكل كبير والنشاط عرف طريقه للسعيد الذي تحرك كثيراً وقاد هجمة آخرى مع أبوتريكة ولكنها انتهت بتمريرة عرضية بعيدة من معوض.
الدقيقة 63 شهدت أخطر فرص أورلاندو بعد أن تلقى باسيلا تمريرة بينية في عمق الدفاعات الحمراء ليراوغ إكرامي وينفرد بالمرمى الأحمر ولكن تسديدته اصطدمت بجزء من القائم وجسم المدافع نجيب لتمر بعيداً لسيجوللا الذي سدد بقوة وتصدى له إكرامي ببراعة ، وأهدر عبد الظاهر المختفي في هذا الشوط فرصة بتمريرة أبوتريكة ولكنه سدد كرة ضعيفة ، وينتزع أبوتريكة الآهات بمراوغة رائعة يمنح زملاءه بها بعض الثقة.
الإرهاق بدأ يعرف طريقه لبعض لاعبي الأهلي وعلى رأسهم وليد سليمان وعبد الظاهر وعبد الفضيل وسط ترقب للتدخل الفني الأول بتغيير من محمد يوسف الذي فضل تأخير التغيير حتى الدقيقة 73 بالدفع بالجناح الأيسر أحمد شديد قناوي لتشكيل جبهة مع معوض على حساب وليد الذي تأثر بالإصابة ، واستخلص فتحي كرة رائعة قطعها لاعب أورلاندو مهامتسو قبل أن يتألق فتحي من جديد في حرمان باسيلا من تسديدة قوية بعد أن ضغط بقوة عليه قبل التسديد ، وأراح روجير دي سا مدرب أورلاندو دفاعات الأهلي بسحب الخطير سيجوليلا وإشراك كولينز كمهاجم ثانٍ للضغط على عمق دفاعات الأهلي.
الدينامو فتحي خطف الأضواء بمجهوده الوافر في وسط الملعب حيث لعب دوراً كبيراً في الحد من خطورة هجمات أورلاندو ، وفي الدقيقة 78 أطلق أحمد عبد الظاهر رصاصة الرحمة على طموحات أورلاندو من هجمة منظمة قادها البديل شديد بتمريرة عرضية للسعيد الذي ردها لفتحي وسدد ضعيفة ليتابعها مهاجم الأهلي وينهي عملياً طموحات أورلاندو الذي لم يستسلم فكاد كولينز أن يسجل من إنفراد تصدى له المتألق إكرامي الذي قدم واحدة من أروع مبارياته.
تهور دفاعي لشريف عبد الفضيل بعد أن إلتحم بقوة مع لاعب أورلاندو ليحصل على الإنذار الثاني وينال البطاقة الحمراء قبل النهاية بسبع دقائق وهو ما دفع يوسف لإجراء تغيير دفاعي بسحب مهاجمه أحمد عبد الظاهر مع الدقيقة 85 وإشراك الصاعد رامي ربيعة بينما دفع دي سا بالمهاجم ماكويلا على حساب النشيط كلاتي ، وحرم المساعد أبوتريكة من فرصة هدفٍ ثانٍ بداعي التسلل ، وكاد ماكويلا البديل أن يسجل هدفاً مستغلاً تقدم بسيط لإكرامي ولكن تسديدته علت العارضة ، واحتسب الحكم جاساما أربع دقائق كوقت بدل ضائع وغادر أبوتريكة الملعب وسط عاصفة من الهتافات الجماهيرية ورد أمير القلوب التحية للمشجعين على طريقته الخاصة وشارك بعد غياب طويل عماد متعب العائد من الإصابة ولكن متعب رفض وضع بصمته من إنفراد صريح ليطلق الحكم صافرة النهاية السعيدة لجماهير الأهلي.
قم بكتابة اول تعليق