أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الصحة الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ان دولة الكويت ماضية في نهجها الثقافي في المحافظة على الموروث الانساني داعيا الى تضافر جهود الدول العربية والافريقية من أجل دعم ورعاية أصحاب الحرف اليدوية التقليدية.
وقال الوزير العبدالله وهو رئيس اللجنة العليا للمؤتمرات في كلمته بافتتاح معرض الحرف اليدوية التقليدية العربية والافريقية في متحف الكويت الوطني اليوم “اننا مطالبون جميعا بتحقيق التعاون المنشود للمحافظة على هذا الارث الانساني والوفاء بتطلعات أصحاب هذه الحرف المتوارثة عبر الاجيال”.
ولفت في كلمته بافتتاح المعرض الذي يندرج ضمن الانشطة الثقافية المصاحبة للقمة العربية الافريقية الثالثة التي تستضيفها دولة الكويت 18 نوفمبر الجاري الى أهمية حماية هذه الحرف اليدوية التقليدية من الاندثار بوصفها جزءا من التراث الثقافي للشعوب.
وأشار الى أهمية سد حاجة الشعوب العربية والافريقية خصوصا الشباب بالمعرفة حول المهن اليدوية التي كانت سائدة منذ آلاف السنين في هذه البقاع من الارض والمعرضة للتلاشي اليوم إن لم تجد الاهتمام اللازم ما يوجب التوصل الى قرارات ووضع استراتيجيات وبرامج تستهدف الحفاظ على الموروث الانساني.
وذكر ان حرص الكويت على تبادل المضامين الفكرية والثقافية والتراثية بينها وبين الشعوب العربية والافريقية “يأتي استجابة لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وتجسيدا لايمان سموه بأن التفاعل مع الثقافات الاخرى يقارب بين الشعوب ويبرز القواسم المشتركة فيها ويعزز فرص التوافق وتعميق قنوات الحوار بين الدول والامم”.
وقال الوزير العبدالله ان الدول العربية والافريقية التي تخطو حاليا نحو التقدم والازدهار لايمكنها ان تغفل تاريخها وهويتها وان الحرف التقليدية من أهم المكونات الثقافية التي تشكل جزءا من هذه الهوية وتعكس صور الابداع الفكري والفني لمجتمعات هذه الدول.
كما أكد ضرورة الحفاظ على هذه الحرف والاهتمام بها في ظل عصر الالات خصوصا أن العديد من الاسر تعمل وتعيش على تلك الحرف وتتناقلها بالوراثة جيلا بعد جيل معربا عن الشكر لاقليم آسيا والباسيفيك واقليم افريقيا في مجلس الحرف العالمي على العمل المشترك فيما بينهما من أجل اقامة هذا المعرض.
من جانبه أعرب رئيس مجلس الحرف العالمي وانغ شان في كلمته عن التقدير والشكر لدولة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب على احتضان فعالية الحرف اليدوية العربية والافريقية بمشاركة 24 دولة عربية وأفريقية و54 حرفيا من مختلف الدول المشاركة.
وقال شان انه تشرف في شهر يناير من هذا العام بالمشاركة في أسبوع الحرف اليدوية الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب لاقليم آسيا والباسيفيك واستقطب حرفيين من 18 بلدا مبديا اعجابه بنجاح هذا الحدث وتحقيقه رسالة مجلس الحرف العالمي في المحافظة على التقاليد الموروثة والتطلع الى المستقبل باستخدام التقنية الحديثة والتجربة والابتكار والوصول لاسواق جديدة تحقق شعار “المستقبل يصنع يدويا”.
من جهتها أكدت وزيرة الحرف اليدوية في مدغشقر وممثلة اقليم افريقيا بمجلس الحرف العالمي أليسا رازافيتومبو اليبنيا في كلمة القتها نيابة عن رئيس الاقليم سي تيوفيل ان القطاع الحرفي ليس بالعلاج الأفضل لمشكلة بطالة الشباب بل يظل من المهن العظيمة ويستحق أن يكون في صدارة الخطط الوطنية للتنمية.
وقالت اليبنيا ان افريقيا وعلى غرار مناطق عدة من العالم تعيش اليوم معاناة قصوى من اثار العولمة والكساد الاقتصادي وأزمة المبيعات الخاصة بالمنتجات الحرفية مبينة أن ازمة الاسواق المتعلقة بالمواد الاولية التي ترافق مرحلة ندرة الموارد الضرورية تضعف من الاستدامات الاقتصادية للحرفيين وتحبط الجهود المبذولة منذ سنوات في مجالات مكافحة الفقر.
وأضافت ان القطاع الحرفي يشكل حاليا مصدرا لايجاد فرص العمل والدخل وتكوين الدخل القومي للبلدان موضحة ان المنافسة المتعاظمة على الصعيد العالمي في تسويق المنتجات الحرفية فرض انشاء لجنة هدفها التنسيق من أجل التنمية وترقية الحرف الافريقية والتي جاءت باسم (كوديبا).
ولفتت الى أن هذه اللجنة تهدف الى اقامة التشاور الوثيق بين البلدان الافريقية الاعضاء وذلك من أجل رسم الخطط والشروع في مبادرات عملية غايتها تحسين الاوضاع اليومية للحرفيين وضمان مستقبل أفضل للحرف الافريقية.
من ناحيتها أعربت رئيسة اقليم اسيا والباسيفيك بمجلس الحرف العالمي ومقرها الكويت للاعوام بين 2013 -2016 الدكتورة غادة القدومي عن الشكر للكويت لاهتمامها بالعلاقات الثقافية التي تتجلى باقامة الانشطة الثقافية المتنوعة فضلا عن دورها الدبلوماسي والانمائي والانساني حول العالم.
وقالت القدومي ان المعرض يضم ورش عمل يعرض خلالها الحرفيون مجموعة من القطع الحرفية المتميزة تمثل جميع البلدان المشاركة ويستعرضون فيها مهاراتهم الفنية امام الزوار وأساليبهم التقنية المتعددة علاوة على ما يشكله هذا التجمع من ساحة للتعارف بين الحرفيين والفنانين والمتخصصين والاستفادة من تبادل الخبرات بينهم.
بدوره قال الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ان المعرض نجح في استقطاب أفضل الحرفيين من 24 دولة عربية وافريقية مضيفا ان المعرض الذي يستمر حتى 15 الجاري يتيح للجماهير الكويتية والمهتمين الاطلاع على قطع عالمية حرفية حائزة على جائزة يونسكو وعرض أزياء الملابس الوطنية للدول المشاركة وعروض موسيقية متنوعة فضلا عن أقسام متحف الكويت الوطني المختلفة.
قم بكتابة اول تعليق