لشراء يعني البيع، والعكس صحيح، فالبيع يعني الشراء (!) ولست أهذر أو أهزل بل هذا ما تقوله المعاجم، فهاتان الكلمتان من أغرب الأضداد في اللغة العربية التي اختلف اللغويون حول عددها فمنهم من حصر الأضداد بسبع كلمات ومنهم من أوصلها إلى ثلاثمائة لفظ ويقصد بالأضداد الكلمات التي تتفق باللفظ وتختلف بالمعنى، مثل كلمة «مولى» التي تعني السيد والخادم.
أختار من الأضداد لفظة «البين» فالكلمة تعني الوصل وتعني القطع، كما نقول «وَلّى» إذا أدبر وإذا اقبل، وكلمة «الضَّمْد» اليابس من الشجر وأيضا تعني الشجر الرطب، و«الهاجد» هو النائم والمصلّي ليلا، و«غَبَرَ» الشيء مكث وذهب، وكذلك «الجَلَل» الشيء العظيم والصغير الهين، وهو من الأضداد في كلام العرب، ولفظة «قعد» تفيد الجلوس والقيام، أما «الطّرَب» فتعني الفرح مثلما تعني الحزن.
الأضداد إشكالية لغوية المسؤول عنها قدماء العرب الذين وضعوا اللغة، غير أننا لم نزل نقول كلاما ونقصد ضده ويمكن اعتبار كلمة «الاستعمار» التي راجت في الأدبيات السياسية العربية من أشهر الكلمات التي نقصد بها ذم الاحتلال الأجنبي للتراب الوطني فقمنا، دون قصد أو عمد، بمدحه ووصفه بوصف مشتق من التعمير والإعمار.
وهل من عاقل يكافح الاستعمار والتعمير ويناصر الهدم والتدمير؟!
أما أجمل العبارات التي تقال في موقفين متناقضين هما الحضور والانصراف.. فعبارة «السلام عليكم».
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق