سألت أكثر من شخص عن خلفية انتقاد النائبين د. عبيد الوسمي ومسلم البراك الشديد لنائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد في ساحة الإرادة، وإن كان الأول لم يسمه، لكنه كان يقصده، حسبما نقل لي من مقربين من النائب الوسمي نفسه، فحصلت على أكثر من معلومة من أكثر من طرف، ربما تبدد كل ذلك الغموض الذي لف الساحة السياسية، وربما توقف أي هجوم مستقبلا على الشيخ مشعل.
يقول أحد المسؤولين الكبار في وزارة الأشغال العامة إن الشيخ مشعل يستدعي الوكلاء المساعدين في الوزارة نفسها، ليستمع إلى شرح منهم في مكتبه عما سيطرح من مشاريع، وما هي المشاريع المنجزة؟ وما هي المعوقات التي تقف أمام عملهم؟ وفيما إذا كان يستطيع المساعدة على «حلحلة» تلك المعوقات، وفي رأيي هذا أمر يسجل للشيخ مشعل، فهو حريص على أن تعمل تلك الوزارة دون معوقات.
ثانيا: يقول المسؤول نفسه إن الشيخ مشعل لا يكتفي باستدعاء مسؤولي وزارة الأشغال، بل يستدعي مسؤولي وزارة الكهرباء والداخلية والدفاع والنفط وبقية الوزارات، ليس لمجرد الاستدعاء، بل الهدف هو الإسراع في أداء تلك القطاعات، وخصوصاً أن هناك تقاعسا في تلك الأجهزة يلمسه المواطن البسيط، ولم يكن يهدف الشيخ مشعل من عمله هذا التفاخر والاستفادة منه، ولو كان يريد ذلك لحاول تسويق نفسها إعلاميا من خلاله، لكنه آثر أن يعمل بصمت بعيدا عن الأضواء.
في الجهة المقابلة أبلغني أحد المسؤولين الكبار في الدولة عندما سألته في نفس الليلة التي انتقد فيها الشيخ مشعل انتقادا شديدا، عن أسباب ذلك، بأنه يعرف جزءا من الحقيقة وليس الحقيقة كلها، وهي أن الشيخ مشعل «طرد» كل أبناء الأسرة الحاكمة من الحرس الوطني، ولم يبق على أحد هناك، أو أغلبهم لأكون أكثر دقة، وقد استخدمت المفردة التي قالها لي كما هي دون رتوش أو تخفيف، كما أنه حسب المسؤول الكبير، نقل 18 ضابطا من قبيلة المطران إلى مكان يسمى في الحرس الوطني إدارة «التجميد» دون مبررات واضحة ومحددة، كما بعث برسالة إلى وزارة المالية، وهذا الحديث نقلا عن المسؤول الكبير، لرفع ميزانية الحساب السري من مليون دينار كما كانت على عهد سمو الشيخ سالم العلي والشيخ نواف الأحمد إلى 50 مليون دينار.
آخر مسؤول تحدثت إليه قال «ما عليك مما تسمعه رغم أنه صحيح، لكن الحقيقة أن الشيخ مشعل الأحمد مستهدف منذ زمن طويل من بعض أطراف الأسرة الحاكمة، حتى يقطعوا الطريق عليه ليكون وليا للعهد من خلال تشويه سمعته، والقصة بدأت عندما هاجمه النائب مبارك الوعلان في الانتخابات الماضية» انتهى كلام المسؤول.
كل ما نقل لي وضعته بين يدي القارئ، وربما يكشف جزءا من الغموض، وربما يزيد الأمر غموضا، لكن ما يحيرني هو صمت الشيخ مشعل الأحمد نفسه، فلماذا لا يدافع عن نفسه ويرد على كل أولئك الذين يتهمونه بكل تلك الاتهامات؟ ولماذا لا يخرج في لقاء تلفزيوني ـ مثلا في إحدى القنوات ليفند كل تلك الاتهامات لأن الصمت أمام مثل تلك الاتهامات يصب في خانة الخصوم دائما كما تعلمنا في السياسة؟ ومن يعرف ربما تستمر مثل تلك الهجمة وتكشف أمورا جديدة، وعندها يكون وقع الضرر، ولم يعد بالإمكان الدفاع.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق