واشنطن تؤكد عزمها متابعة المحادثات بشأن ملف الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو

اكدت الولايات المتحدة عزمها متابعة المحادثات بشأن ملف الكويتيين المحتجزين في معتقل غوانتانامو وموقفها الثابت من الحوار الدولي كالحل الامثل لمجمل القضايا في الشرق الاوسط.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى الكويت ماثيو تولر في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة عيد استقلال بلاده الذي يوافق الرابع من يوليو من كل عام “نستمر في الحفاظ على تعاون وثيق للغاية وتبادل دوري لوجهات النظر مع الحكومة الكويتية التي اعربت بشكل دوري لنا عن مخاوفها بشأن المعتقلين الكويتيين الاثنين المتبقين”.

واضاف تولر “اتوقع ان يستمر ذلك الحوار الوثيق للغاية مع السلطات الكويتية بشأن هذه القضية لأننا نتفهم اهمية هذه المسألة للشعب الكويتي والحكومة الكويتية”.

وتهدف المحادثات الى اعادة كل من فوزي العودة وفايز الكندري المحتجزين في غوانتانامو منذ أكثر من عشرة أعوام الى وطنهما ليحذو في ذلك حذو عشرة كويتيين آخرين اطلق سراحهم من غوانتانامو دون توجيه اتهامات لهم.

وقال تولر بمناسبة الذكرى ال 236 لاعلان استقلال بلاده ان “مشاعر الصداقة الكثيرة التي تلقيتها من الكويتيين سواء من المواطنين أو المسؤولين الحكوميين كانت أمرا سارا للغاية بالنسبة الي”.

ووصف تولر العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت بأنها “وثيقة للغاية وقائمة على القيم والمصالح المشتركة ورؤية مشتركة بشأن طموحاتنا لهذه المنطقة والعالم” بالاضافة الى انها “بناءة للغاية وذات مغزى كبير على كلا الجانبين”.

واشاد السفير الامريكي بالعملية السياسية في الكويت واصفا اياها بأنها “فريدة من نوعها” بين نظرائها من دول الخليج.
كما اشاد السفير الأمريكي بالدستور الكويتي ووصفه بأنه “يحظى باحترام كبير من جميع الكويتيين” مشددا على ان الولايات المتحدة تدعم “الكويتيين الذين يسعون لدعم تقاليدهم الدستورية وتعزيزها ودفعها قدما”.

وفيما يتعلق باقتراح البرلمان الايراني اغلاق مضيق هرمز وهو احد اكثر الممرات الملاحية استراتيجية في العالم وتزود من خلاله ايران ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنها الكويت العالم بنحو عشرين بالمئة من امداداته من النفط أيد السفير الامريكي وجهة النظر التي تؤكد ان المجتمع الدولي هو صاحب القرار في هذا الشأن.

واوضح ان “أي تصريحات تأتي من أي طرف تهدد باغلاق مضيق هرمز وهو ممر ملاحي دولي توجه في الواقع الى المجتمع الدولي بأكمله”.

وكانت تقارير اخبارية قد اشارت الى ان برلمانيين ايرانيين قدموا مشروع قانون يهدف الى اغلاق مضيق هرمز امام سفن الدول التي فرضت عقوبات ضد طهران في رد على عقوبات غربية جديدة ضد صادراتها النفطية.

واكد تولر انه “سيكون لزاما على المجتمع الدولي بالتالي الرد على أي تهديد ضد مضيق هرمز ولذا فانني على ثقة بان الولايات المتحدة بعملها في سياق الامم المتحدة ستكون قادرة على ايجاد دعم دولي واسع النطاق لمواجهة أي تهديد لحرية المرور عبر مضيق هرمز”.

وفي رد على سؤال بشأن ما اذا كانت الولايات المتحدة وهي مستورد رئيسي للنفط من دول الخليج العربية خططت لزيادة قدراتها العسكرية في الخليج لمواجهة تلك التهديدات قال السفير ان بلاده “ستسعى دائما للحفاظ على وجود ملائم في المنطقة لاثناء أي لاعب يسعى لتهديد مصالحنا”.

واضاف “نحن بالطبع لدينا تاريخ طويل من التواجد في الخليج والذي كان يهدف دائما الى تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وحماية مصالح اصدقائنا وحلفائنا وضمان حريتهم في الملاحة والحركة وضمان عدم تهديد أي قوة عدائية لتلك المنطقة”.

وتابع “انني مسرور للغاية بشأن العلاقات الايجابية والقوية للغاية التي لدينا مع اصدقائنا هنا في المنطقة والدول الاعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية وسنحافظ على حوار وثيق مع شركائنا هنا في المنطقة بشأن كيفية الرد والتعامل مع أي تهديدات لمصالح اصدقائنا وحلفائنا”.

واشار السفير الامريكي ايضا الى الدبلوماسية الدولية في جهودها لحل الازمة الدموية الدائرة بين النظام والمعارضة في سوريا منبها الى ان الدعوة لعمل عسكري موجودة كخيار نهائي.

وقال السفير تولر “اعتقد اننا مازلنا نحرز تقدما كبيرا على الجانب السياسي ونأمل بالتأكيد ان يستمع النظام والآخرون لهذا وسنضاعف من جهودنا في مجلس الامن لوضع قرار يتضمن عواقب واضحة في حال لم يبدأ النظام في الالتزام بالنقاط (الست) التي اتفق كل من (المبعوث الدولي المشترك) كوفي عنان وجميع المشاركين في اجتماعات جنيف (في 30 يونيو الماضي) على ضرورة ان تكون هدف المجتمع الدولي”.

وشارك في الاجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن بالاضافة الى المانيا وعدة دول عربية برئاسة الكويت فضلا عن المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان.

ووصف تولر الاجتماع بأنه “حقق بعض التقدم الدبلوماسي شديد الاهمية” بشأن خطة تلتزم بالنقاط الست التي وضعها عنان ومنها تشكيل “سلطة حكومية انتقالية بحقوق كاملة للحكم ومشاركة واسعة النطاق بموافقة مشتركة من جميع الاطراف”.

واوضح ان هذا الاتفاق يوضح انه “يجب ان يكون هناك سلطة تحل الآن محل نظام الاسد الذي اظهر من خلال اعماله على مدار العام الماضي انه لا يرغب في ان يكون جزءا من جهد للتوصل الى حل للازمة او الوفاء بمطالب الشعب السوري”.

وعلى صعيد الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني اكد تولر انه “لم يجر نسيانه” مؤكدا ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاي كلينتون ملتزمان تجاه اقناع الطرفين بالموافقة على استئناف المفاوضات المباشرة.

واوضح ان جهود تحقيق ذلك تضمنت زيارة قام بها المبعوث الامريكي الخاص ديفيد هيل الى المنطقة قبل اسابيع واجتمع خلالها بمسؤولين فلسطينيين واسرائيليين بارزين.

واكد ان “هدفنا سيستمر في ان يكون ايجاد طريق لاستئناف المفاوضات المباشرة” بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وفي الشأن المصري أشاد تولر بما وصفه “التطورات المهمة” في السياسة المصرية عقب انتخاب رئيس جديد واصفا القاهرة بأنها “شريك وصديق مقرب للولايات المتحدة”.

وقال “نتمنى للرئيس (المصري محمد) مرسي الخير ونحن مثل العديد من اصدقاء مصر مستعدون للمساعدة في الوقت الذي تنتقل فيه مصر تجاه حكومة جديدة ديمقراطية”.

وعلى صعيد العلاقات التجارية بين دولة الكويت والولايات المتحدة اكد السفير الامريكي ماثيو تولر عمق هذه العلاقات كما اعرب عن دعم بلاده للمشاريع الثقافية التي تساهم في تطوير الشباب الكويتي.

وقال السفير تولر ان هذه العلاقات “جزء لا يتجزا” من العلاقات الدبلوماسية الحميمة التي يتمتع بها البلدين الصديقين.
وذكرت ارقام صادرة عن السفارة ان الصادرات الكويتية الى الولايات المتحدة وبخاصة من النفط بلغت في عام 2011 (8ر7 مليار دولار امريكي) كما بلغت الواردات الى الكويت من الولايات المتحدة (7ر2 مليار دولار امريكي).

واضاف السفير ان سفارته قد استضافت “العديد من الانشطة الثقافية الناجحة والتي ساعدت في الوصول الى الشباب الكويتي” لتضيف بذلك الى التعاون التجاري القائم بين البلدين.

وقالت السفارة في بيان رسمي ان هذه النشاطات تضمنت عروضا موسيقية لفرقة موسيقى الجاز (كوكو يورك ومايك دل فيرو) والمطرب الامريكي ذو الاصول العربية كريم سلامة بالاضافة الى ورش عمل في التعليم العالي والصحافة والتزلج.
وتخطط السفارة لمزيد من هذه النشاطات ذات الطابع الثقافي ومنها يوم شبابي في شهر رمضان المبارك برعاية وزارة الخارجية الامريكية ويوم رياضي للنساء تحصل الفائزات فيه على منح دراسية وحلقات نقاشية تهدف الى التعريف بالاعلام والانتخابات الامريكية بالاضافة الى معرض للكتاب

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.