هند بنت النعمان الانصاري، كانت قد تزوجت روح بن زنباع الجذامي، صاحب عبدالملك بن مروان لها اختان حميدة وعمرة وهي زوجة المختار الثقفي، قتلها مصعب بن الزبير واستنكر الناس منه ذلك قال فيها عمر بن أبي ربيعة مستنكراً قتله لامرأة:
كُتِبَ القتلُ والقتالُ علينا
وعلى الغانياتِ جرُّ الذيول
وكانت هند بنت النعمان، تكره زوجها روحا وفي هذا يقول عبدالله بن صارة الأندلسي:
وصاحب لي كداء البطن صحبته
يَودُّني كوداد الذئب للراعي
يثني عليَّ جزاه الله صالحة
ثناء هند على روح بن زنباع..
وبعد البيت المشهور وما هند الآ مهرة عربية قوله:
وهل هند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تجللها نغل
فإن نتجت مهرا كريما فبالحري
وإن يك إقراف فقد اقرف الفحل
ورواية ابن خلكان هي:
وهل هند إلا مهرة عربية
سليلة افراس تحللها بغل
فإن نتجت مهراً كريما فبالحري
وإن يك إقراف فما أنجب الفحل
ورويت القافية على أقوال ثلاثة تجللها فحل، ونغل، وبغل ويروي الشطر الأخير، وان يك إقراف ممن قبل الفحل، وفيه إقواء وهو نقص الوزن.
والاقراف أن تكون الام عربية والاب ليس بعربي، والهجنة خلاف ذلك وهو ان يكون الاب عربيا والام ليست كذلك.
وقال البطليوسي في شرح ادب الكاتب: أنكر كثير من اصحاب المعاني هذه الرواية مع وجود كلمة بغل، لان البغل لا ينسل والصواب نغل بالنون وهو الخسيس من الناس والدواب، وشكك بنسبه الى ابيه.
وقالوا ان الشعر لحميدة بنت النعمان وهي اخت هند بنت النعمان. وكانت قد تزوجها اولا الحارث بن خالد المخزومي وكان شيخا طاعنا، فكرهته وقالت فيه.
فقدت الشيوخ واشياعهم
وذلك من بعض اقواليه
ترى زوجة الشيخ مغمومة
وتمسي لصحبته قاليه
فطلقها الحارث، وتزوجها روح بن زنباع، وكانت تكرهه وهجته بالبيتن المشهورين وقالت فيه ايضا:
بكى الخز من روح وأنكر جلده
وعجت عجيحا من جذام المطارف
وقال العباء نحن كنا ثيابهم
وأكسية مضروجة وقطايف
فطلقها روح وقال لها: ساق الله اليك شاباً يسكر ويقيء في حجرك فتزوجها الفيض بن عقيل الثقفي، وكان فتى شابا مولعا بالشراب، فسكر وقاء في حجرها.. فقالت أجيبت دعوة روح ثم هجت الفيض فقالت:
سميت فيضا ولا شيء تفيض به
الا بسلحك بين الباب والدار
فتلك دعوة روح الخير اعرفها
سقى الإلاه صداه الأوطف الساري
وعلق البطليوسي على معنى قولها وما هند إلا مهرة عربية بقوله: ان هند كانت انصارية، وكان روح بن زنباع جذاميا، والانصار اشرف من جذام وقالت مثلي ومثل روح مهرة عربية عتيقة علاها بغل فان ولدت مهرا كريما فما احراها واحقها بذلك لانها كريمة من عتاق الخيل، وان كان مهر خسيسا فانما جاءت الخساسة من قبيل الأب لا الأم.. وقيل ان الشعر هذا لاخت هند وهي حميدة.
عبدالله خلف
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق