يعاني الشاب «دون جوان دي ماركو» في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من مرض العشق المفرط، حيث يقدم الشاب الذي أدى دوره الممثل «جوني ديب» على محاولة فاشلة للانتحار بسبب توهمه بأنه عاشق لامرأة هجرته، وفي المصحة النفسية يسهم المريض بعلاج الطبيب «مارلون براندو» الذي اكتشف أهمية الحب في حياته فيقرر التقاعد واصطحاب زوجته والسفر مع الشاب إلى جزيرة نائية يبحث فيها المريض عن معشوقته الافتراضية، أما الطبيب الكهل فيعيد في هذه الرحلة الرومانسية المجنونة علاقته العاطفية مع زوجته.
أعيد التذكير بهذا الفيلم القديم (1994) بهدف الإشارة لأهمية المحبة في حياتنا نحن الذين تحاصرنا الكراهية من كل صوب وكأننا ـ يا كافي ـ غرقى في بحار التناحر والحسد والاقتتال الطائفي والديني والحزبي والتكالب على المصالح والشك والغيرة والبغض وسوء الظن وننسى دعوات المحبة التي دعت إليها الأديان مثلما دعا لها الحكماء والمفكرون وأخيرا الأطباء الذين يحذرون من الانعكاسات الخطيرة للمشاعر السلبية على صحة الإنسان.
غياب المحبة عن النفس البشرية يفسدها ويدمرها، وفي المقابل نجد ان الإنسان المحب يزهو بروحه السامية النقية التي تتعالى على المشاعر السلبية الفاسدة فينعكس الرضا على ملامحه. فعندما يحييك المحب ويلقي عليك السلام تشعر بحالة من السلام والطمأنينة تحتويك بعكس الكاره الباغض الذي كلما حياك، مصادفة، يذكرك بالنار وهي تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله.
كم نحتاجك يا «دون جوان دي ماركو» وكم نشتاق الى جنون المحبة كي يعالج عقولنا الشقية بالكراهية والبغضاء.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق