خالد الجنفاوي: اعتمد على نفسك وتول جميع أمرك

“وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” “التوبة 105”.
استقيت عنوان المقال من مقولة تنسب للإمام الشافعي: “ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك وإذا قصدت لحاجة فاقصد لمعترف بفضلك.” فالاعتماد على النفس خير من الاتكال على الآخرين, فثمة سعادة ذات طعم خاص ترتبط باعتماد الانسان على نفسه في أداء عمله وفي تحقيق نجاحاته الشخصية. بل أن النجاح الذي يحققه المرء جراء عمله واعتماده على قدراته ومهاراته وجهوده الشخصية له قيمة خاصة ومميزة تختلف عن النجاحات الأخرى. فعندما يتولى الإنسان جميع أمره, سيحرص على القيام بنفسه بكل ما ينفعه دون أن يتكل على الناس الآخرين, وهو لن يحتاج كثيراً لمساعدتهم, ما يجعله يتذوق لذة إنجازاته الشخصية الخالصة! ولكي يعتمد الإنسان على نفسه ويتولى جميع أمره فعليه التخلص من كل مظاهر الاتكالية, على سبيل المثال:
من المفترض أن يتخلص الفرد من كل مسببات الاتكالية مثل عدم الرغبة في العمل, والتكاسل, وتأجيل قضاء الأمور.
يربط الإنسان الجاد والمجتهد تحقيقه للنجاح بمبادراته الطوعية, فهو يرغم نفسه على العمل والانجاز ولا يتوقع من الآخرين حثه على ما يجب عليه أداءه وإنجازه.
النجاح لا يأتي على طبق من فضة أو ذهب, بل على الفرد أن ينهض ويعمل ويأتي ويذهب ويجتهد ويبحث عن نجاحه الشخصي بنفسه.
خير طريقة للاعتماد على النفس هو استثمار الانسان لمهاراته وقدراته الكامنة, يكتشف قدراته بنفسه ويطورها بنفسه ويجيرها لمنفعته دون تدخل الآخرين.
يبتعد الإنسان الذي يعتمد عن نفسه عن أولئك الأشخاص الاتكاليين الذين يهذرون ويتذمرون كثيراً ويعملون قليلاً.
يُخلص الانسان الذي يعتمد على نفسه في كل جوانب حياته اليومية وأثناء أدائه وظيفته, فالإخلاص في العمل يبدأ وينتهي بالاعتماد على النفس.
خير للفرد السوي والرزين والإنسان ذي التفكير العملي ألا ينتظر مساعدة الآخرين. فالإنسان العصامي, لا يفكر كثيراً حول ما يمكن لفلان من الناس تقديمه له, بل يبادر مباشرة بالعمل وبذل الجهود المطلوبة من طوع نفسه. أي أنه إذا كان ثمة ميزة يتصف بها الفرد الذي يعتمد على نفسه فهي استعداديته للقيام بكل ما يتطلب لتحقيق نجاحه الشخصي دون أن يفكر ولو للحظة واحدة أن يقوم أحدهم بالنيابة عنه. فلعل وعسى.

* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.