سامي النصف: أزمات متحركة و.. بلد واقف

في مرحلة النهضة الكويتية كانت تجربتنا الديموقراطية هي القدوة الحسنة والمنار الحضاري لشعوب المنطقة الخليجية والعربية، هذه الأيام لم نعد نقرأ مديحا للمسار السياسي الكويتي، فقد توقفت الشعوب والساسة والمفكرون والكتّاب عن الإشادة أو الإشارة بعين الرضا لما يحدث لدينا واستبدل ذلك بالتحسر والتحذير من تكرار تجربتنا المتأزمة.
>>>

ومن بديهيات تطور الأمم التي يعلم بها الجميع، حقيقة انها اما تعيش أزمات سياسية متحركة وبلدان ساكنة لا تتقدم، او في المقابل تسكن وتتوقف الأزمات السياسية وتبدأ قاطرات البلدان بالتحرك السريع للمستقبل المشرق، ولا توجد تجربة واحدة في التاريخ عاشت خلالها الأمم في أزمات سياسية متلاحقة وارتفعت معها توازيا مؤشرات التنمية والرفاه فيها.

>>>

ان الكويت لم تحصد أمرا موجبا واحدا من الأزمات التي تلد أزمات، أو من الاستجوابات الكيدية التي تستهدف المسؤولين على «الهوية» والتي طورت محليا عبر حشد الأتباع والمتفرجين لملء المدرجات للصياح والتصفيق والتهليل، ثم أعطيت الطابع الكرنفالي فأصبح تقديم صحيفة الاستجواب يتم تحت فلاشات الكاميرات وكأنه فتح «قسطنطينية» أو استسلام أمتي اليابان والألمان في نهاية الحرب الكونية الثانية.

>>>

آخر محطة: (1) ترجم الفهم الصحيح لأداة الاستجواب الخيرة وانها وسيلة لا غاية بذاتها، إبان عصور النهضة والحكمة والتنمية والعقل، ان قام نائب باستجواب وزير في مكتبه بعيدا عن البحث عن الكاميرات والمانشيتات، فلما اقتنع بحسن المقاصد وعدم وجود المخالفات أعلن الغاء الاستجواب.

(2) وضمن ذلك الزمن الجميل، ذهل وتعب أحد الوزراء صحيا لكون المستوجب قد اتهمه بالتفريط في المال العام فسمح لوزير آخر بالرد عنه، كما قام الوكلاء والمهندسون في وزارته بالإجابة عن الأمور الفنية وتم ذلك بوجود كبار الخبراء الدستوريين والآباء المؤسسين للدستور الذين لا يستطيع أحد ان يزايد عليهم في فهمه ومقاصده الخيرة كونهم مَن كتبه.

samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.