نبيل الفضل: تايتانيك «القبس»

سطرت الزميلة «القبس» يوم أمس افتتاحية مهمة تحت عنوان «التايتانيك». سنحاول اختصار استشهاداتها لتعمم الفائدة. ونعلق برأينا اثناء ذلك وبعده.
فـ «القبس» كانت تتحدث عن «.. نواب شعبويين شغلوا الساحة على مدى السنوات الماضية بصراخ جر على البلاد انتكاسات وويلات باتت تنذر بخطر جسيم داهم على الكيان»!.
وبدأت «القبس» بالسرد من «آخر الحلقات التخريبية» وهو ما اسمته «طعن منهجي بالمؤسسات عموما وبالقضاء على وجه الخصوص». وحددت قائلة «وما رفض حكم المحكمة الدستورية.. الا حلقة في سلسلة جهنمية لتقويض ما بناه أباؤنا واجدادنا..»!!.
ومع ذلك فـ «القبس» لم تحدد من تقصد بهؤلاء النواب ولم تفصح بأسمائهم!! ولكن الزميلة «القبس» تستعيد الذاكرة فيما نحن فيه من «حال التردي الانمائي والاقتصادي التي تتسربل بها البلاد وينؤ تحت انوائها العباد»!. وتعترف «القبس» بأنها كانت تعتقد «ان معارضة بعض المشاريع تندرج في خانة منع الفساد ولجم الهدر.. الا ان نظرة متأنية مع ربط وتوثيق تظهر بما لا يقبل الشك ان الاهداف كانت تدميرا ممنهجا للاقتصاد بكل قطاعاته»!!
ولا تذكر «القبس» من هو هذا المدمر ولا من اعطاه هذه المنهجية. وتترك القارئ في حيرة مع سؤال مر: من هم هؤلاء النواب؟! هل هو محمد الصقر أم جاسم الخرافي؟!! أم ربما عدنان عبدالصمد أو علي الراشد؟! وهل هناك احتمال ان يكون أحمد السعدون مثلاً.. أو مسلم البراك؟!
اسئلة لم تجب عنها القبس للاسف رغم انها وسيلة إعلام رائد ننتظر منها ان تضع النقاط على الحروف لا أن تترك القارئ في غموض وإبهام.
ولكن الزميلة القبس تواصل رصد مصائب اولئك النواب، فتأخذ بالقول «شهدنا معارضة شديدة لمشروع حقول الشمال.. ثم عارضوا واستبسلوا في تشويه طرح الصفاة الجديدة وتجديد المصافي القائمة وشنوا هجوما بلا هوادة… كما عارضوا الشراكة مع داو.. وكانت النتيجة بندا جزائيا..»!!
ثم تقرر «لا يأبه هؤلاء بارتفاع أكلاف المشاريع أضعافا مضاعفة بفعل التأخير عبثا والتأجيل زورا وبهتانا»!.
ومع ذلك لا تذكر القبس من هؤلاء؟!. ولكنها تواصل الرصد «وها هم اليوم يتربصون مهددين بوقف مشروع محطة الزور للكهرباء»!
وتضيف «فهناك مشاريع تطوير الجزر – فيلكا وبوبيان – التي وقفوا لها بالمرصاد واحبطوها ومشروع جسر جابر الذي لم يسلم من سهامهم»!
ثم تتحدث القبس عن خطة التنمية وكيف تعامل هؤلاء النواب المجهولون معها حيث قالت «فقد خرجت من بين ايديهم قوانين تعسفية من زمن غابر. لقد فخخوا الخطة بضرورة انشاء شركات مساهمة لم ينجح طرح أي واحدة منها حتى الآن»!.
وتعطف القبس على حال «شركة الخطوط الجوية الكويتية التي تعاني ما تعاني».
وكذلك «ما يعانيه بنك وربة الإسلامي الذي تأسس من بنات افكار برلمانية لا تعرف معنى للجدوى ولا تفقه شيئا في المنافسة»!.
وتعرج القبس صادقة «ناهيك بقانون الخصخصة الذي ولد ميتاً لأنهم زرعوا فيه مواد تقتل أي مبادرة وتلجم أي مستثمر… بدليل ان ذلك القانون عقيم بلا نتيجة تذكر.. وقبله كان قانون مشاريع B.O.T الذي شدوا عليه احزمة خنقته.. مع تبييت نية التنكيل بكل من يجرؤ على خوض غمار هكذا استثمار»!
وتحدد القبس رؤيتها اكثر بالقول «لقد تمادوا خنقا للقطاع الخاص… لكأن هذا القطاع عدوهم الأول»!
ثم تحزم القبس امرها بالاعتراف «ان الاستمرار في هذا النهج سيؤدي حتما الى هاوية سحيقة لا خروج منها. لقد وصل العبث حدا لا يطاق» وتختم «ان تركهم يقودون السفينة يعني اننا في بحر ليله بهيم ولن نستفيق من سباتنا الا على دوي الارتطام بجبل لا يبقي ولا يذر.. انها تايتانيك..»!!!.
ولكن القبس لا تذكر لنا من هم هؤلاء المدمرون الذين يقودون التايتانيك الكويتية الى جبل الجليد، وهذا ما لا نقبله على مؤسسة اعلامية سياسية كالقبس. بل المؤسف ان القبس تكرر ثلاث مرات «ولا يشكك احد في نواياهم»!. و«لطالما آثرنا حسن الظن بهم وفي ودنا ان يستمر ذلك»!. و«من دون الطعن في النوايا»!!. يا سلام
اذا كان كل هذا الدمار الذي احدثوه بحسن نية، فما الذي نتوقع منهم لو اساؤوا النية مع الكويت؟!!
واذا شاءت القبس أن تنحى صوب حسن النية فنحن لا نستطيع ان نفعل هذا، بل اننا نتوجه بكل حسن نية متسائلين «من صجكم ان كل هذا بحسن نية؟!». وألا تستشعرون بان كل هذا الدمار الذي رصدتموه لا يمكن ان يتم على ايد كويتية دون دفع خارجي؟!».
مجرد اسئلة لحسني النية.
وإذا كانت الزميلة القبس تظن بأن «الجواب لدى الأمة.. خاصة وانهم اصبحوا أقدر على التمييز»!
فنحن نقول كيف تستطيع الأمة أن تميز إذا كان إعلامها يغيب الحقائق والمجرمين في ضباب حسن النوايا التي تتحدث عنها الزميلة القبس؟!.
وهل يعقل أن تواجه الكويت هذا الخطر الغاشم الماحق فنكتفي نحن بـ«امساك العصا من النصف»؟!
هذا عتابنا للقبس لأننا نحترم كتاباتها، ولو كانت جريدة شعفاط لما التفتنا إلى تفاهاتها.

أعزاءنا

كتب أحدهم ونشر في إحدى المزابل قصيدة كوجهه وتاريخه، يسيء فيها عامداً لمقام وشخص الرئيس جاسم الخرافي، ولأنه (…..) فسنوجه كلامنا الى من يدفع راتبه وأتعابه ويضفي عليه صفة لا يستحقها.
نتوجه الى عبدالرحمن الراشد المدير العام لقناة العربية، وإلى ممولي هذه القناة.
جاسم الخرافي اليوم هو ثالث شخصية رسمية في الكويت بكونه رئيسا لمجلس الأمة الذي أعاده حكم للمحكمة الدستورية.
وجاسم الخرافي – كحال حكام الكويت وشيوخها – عنده جلد سميك وتعود على قذارات وبذاءات كيلوت وأشباهه، ولكن ماذا لو ان وسائل إعلامنا من فضائيات وصحف سطرت في ممولي «العربية» كلمات نقدية جارحة بلا اسفاف الكيلوت؟! فهل يحتمل ممولو «العربية» بعضاً من تجريح الإعلام الكويتي؟!
علماً بأن الإعلام الكويتي لا يتبع حكومة ولا تموله وزارة.
ويا أخ عبدالرحمن يكفينا حمد بن جاسم فلا تدفعنا للالتفات إلى غيره.

نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.