في إحدى السنوات ومنذ ما يقرب من ثلاثين عاما، حدث زلزال مدمر في اليمن راح ضحيته مئات وربما الاف من الأرواح فضلا عن الدمار الكبير الذي خلفه، وكان المفاجئ والمستغرب تعليق أحد شيوخ الدين من أن هذا الزلزال جاء جزاء مستحقا لليمنيين بسبب ارتكابهم المعاصي!
وقبل أيام قرأت تعليقا لأحد أعضاء مجلس الأمة مفاده أن ما تشهده البلاد من أزمة سياسية سببه مخالفتنا لشرع الله!
أي أن مخالفتنا لشرع الله هي التي دفعت المحكمة الدستورية إلى إصدار حكمها ببطلان حل مجلس الأمة السابق والقضاء بعودته واعتبار مجلس 2012 غير قائم!
والنائب المحترم وسلفه شيخ الدين الذي أفتى بعصيان اليمنيين، يعلمان أن العصيان البشري قائم في كل زمان ومكان لا تخلو منه بلاد وليس معصوما منه أي إنسان، حتى في عهد النبوة والخلافة الراشدة وما تلاه كان هناك عصيان لامس الكفر وطاوله، ولم يحدث أن حدث زلزال بسبب ذلك العصيان ولا حكمت محكمة ببطلان قرار ولا أعادت مجلسا ولا أبطلت آخر!
ولا أدري كيف لنا كبشر أن نتجنب جميعنا المعاصي ومخالفة شرع الله حتى نضمن عيشنا بهدوء ودون قرارات محكمة تثير أزمات سياسية.
وليت السيد النائب شرح لنا الأمر حتى لا نأخذ قوله على أنه مجرد تسويق سياسي ومحاكاة ما يجول في أذهان شريحة بشرية قد يلقى مثل هذا التصريح هوى لديها!
وإذا كانت مخالفة شرع الله حسب رأي السيد النائب هي في عدم الالتزام بالعبادات وتأدية الفروض فالواقع عكس ذلك، ونحن نجد في كل قطعة سكنية من مناطقنا عديدا من المساجد العامرة بآلاف المصلين في كل صلاة وفي صلاة الجمعة نجد المصلين ولكثرتهم يسدون الشوارع بسبب تكدس سياراتهم فيها وإيقافها بشكل مخالف للقانون تلبية لنداء الله!
وهل في دور تحفيظ القرآن والمسابقات السنوية بين حفظته ولجان الزكاة والصدقات الكثيرة وآلاف المعتمرين والحجاج كل عام والشركات والبنوك الإسلامية، مخالفة لشرع الله، كي يحل علينا غضبه!
أم أنه يقصد أن تلك المظاهر الدينية كلها هي نوع من الرياء والنفاق لذلك حل علينا غضب الله لو قال ذلك صراحة فسأكون أول الموافقين على رأيه.
katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق