لم يكن رياض العدساني موفقا عندما تسرع في تقديم استجوابه لرئيس الوزراء، اقول لم يكن موفقا من ناحيتي التوقيت والموضوع. وسقوط الاستجواب لم يكن لكفاءة الحكومة الخارقة او التكتيكات السياسية، وانما عائد لنزول العدساني للساحة في التوقيت غير المناسب، وعاري الصدر دون ان يعاضده سنيد، فاستجواب في حجم رئيس الوزراء كان يتعين على المستجوب ان يجهز ادواته جيدا واولها السنيد، غير ان سرعة التقديم تجعلنا كمراقبين نخمن ان وراء الاستجواب ما وراءه..!!
وفي كل الاحوال فشل استجواب العدساني لا يعني ان محتواه باطل وخارج عن النص، فرئيس الوزراء بصفته يتحمل فشل وتقاعس حكومته، ويتحمل تبعة الاخطاء والمفاسد داخل الجهاز التنفيذي، ويتحمل تبعة تعثر وفشل المشاريع الحكومية ان كانت قيد الانشاء او التي بصدد التنفيذ، ويتحمل عدم مواكبة الادارة الحكومية للاساليب الادارية الحديثة، ويتحمل الفوضى والانفلات الضارب اطنابه في الجهاز الحكومي، اما كون رئيس الوزراء يشرف على السياسات العامة، فذلك قطعاً لا يعفيه من متابعة اعمال وزرائه ومساءلتهم، واعفاء المتعثر وتثبيت الناجح، هكذا يحدث في كل حكومات العالم وهكذا ينبغي ان يحصل عندنا، فسكوت رئيس الوزراء على اخطاء وزرائه يتحمل هو مباشرة تبعاتها.
نحن لسنا امام النصوص الدستورية الجامدة، وانما نقف على واقع مرير نجده على الارض، هذا الواقع المرير من يتحمله اذا لم يتحمله رئيس الوزراء؟ فمن يتحمل تأخر تسليم المشاريع في موعدها؟ ومن يتحمل الاعتمادات المالية المليونية على مشاريع غير مدروسة جيدا ومليئة بالاخطاء الهندسية والفنية؟ من يتحمل العبث والاستهتار والاستخفاف الذي تمارسه هيئة الزراعة «على سبيل المثال» عندما تقوم بفرش ارصفة الشوارع بالسجاد النايلون الاخضر، أليس هذا تنفيعا لجهات وجهلا لابسط قواعد الذوق الا يجب من رئيس الوزراء ان يسأل الوزير المسؤول عن هذا العمل المنفر القميء الذي تمارسه الهيئة؟ أليس في ذلك اموال تهدر، وكيف جاز لمدير هيئة الزراعة الموافقة على بعثرة اراضي الدولة يمنة ويسرة بعناوين ومسميات واهية وغير جادة فمرة توزع قسائم للزراعة واخرى جواخير للاغنام وثالثة اسطبلات للخيول ورابعة لمربي النحل وخامسة لمربي الجمال واخيرا ملاجئ للكلاب الضالة؟ وشوفوا عاد باجر شيطلعون لنا وهي في الواقع كلك منافٍ للحقيقة، بدليل تحويل هذه الحيازات والاراضي الى استراحات وفلل ومخازن وأحياناً مواخير للاناسة والليالي الحمراء هذا ناهيك عن البيع والشراء بالباطن والتربح على حساب المال العام واملاك الدولة.. فهل هذا جائز قانونا؟!!
عندما سأل العدساني عطوني انجازا واحدا لهذه الحكومة لم يكذب ولم يكفر ولم يتبلَّ، هذا سؤال كل مواطن. أين انجازات هذه الحكومة واين انجازات الحكومة السابقة عطونا انجازا واحدا كي نتفاخر به امام جيراننا وامام العالم..؟!!
لقد شكل رئيس الوزراء اربع وزارات متعاقبة وهذه الاخيرة الخامسة، وزراؤه الحاليون كانوا وزراء في الحكومة السابقة عدا ثلاثة، وهذا معناه ان غالبية الوزراء قد عادوا الى وزاراتهم ومعناه ايضا ان محاسبة الوزراء على اعمالهم قد تبدو واجبة.
ان الكويت قد شاخت مبكرا، رغم ان %60 من المواطنين من الفئة العمرية الشبابية دون سن الاربعين، الا ان سبب الشيخوخة المبكرة جراء اهمال الحكومة للتجديد واضافة المسحة الشبابية على سحنة الدولة، لذا فقد غاب عن البلاد كل جديد وجميل ومبتكر، فآخر انجاز حكومي قد تم افتتاحه قبل ربع قرن تقريبا وهو المركز العلمي وهذا ايضا اصابته الشيخوخة المبكرة جراء الاهمال وغياب المتابعة حسب الزوار الاخيرين..!!
ان الحكومة تخدع نفسها اذا راهنت على الزمن فالزمن ليس دائما يقف معك، ولا ينتظر حكومة جابر المبارك حتى تحقق انجازا بعد عمر طويل.
لقد اعترف رئيس الحكومة ان الكويت تأخرت كثيرا وهو الذي بشرنا على انتهاء دولة الرفاه، فما الخطوات التي اتخذها حتى يقطع الوقت ويكسب الزمن، وماذا جهز الى ما بعد دولة الرفاه؟
استاد جابر أكبر فشل للحكومة
ذكر رئيس الوزراء في مؤتمره الصحافي الاخير في شأن استاد جابر انه بصدد تشكيل لجنتين الاولى لدراسة الاخطاء الفنية والثانية للمتسبب في الاخطاء، وانا هنا اقول لسمو الرئيس جعلتوا من استاد جابر مسلسل مكسيكي، يا سيدي لا تشكل لجان ولا يحزنون وخذها من قصيرها، اما تستلمون الاستاد من المقاول (المحترم) على علاته، واما تعترفوا بعدم صلاحيته وتنكفونه من عرجه، وكفى مماطلة وتسويفاً..!!
عدالة صفاء
< حاطه صفاء الهاشم دوبها دوب الموظف العراقي اللي عند الوزيرة رولا، وهاملة ان هناك حوالي (120) الف وافد موظفون في الحكومة وغالبيتهم من جنسية عربية واحدة يعني يا صفاء بس هذا العراقي اللي امه كويتية خطير ويتجسس على الكويت، اشدعوه..؟!!
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق