أحمد الجارالله: عمان… ربيع سلطاني دائم

43 عاماً امضتها عمان في مسيرة بناء البشر قبل الحجر, وها هي ثمارها ماثلة للجميع, في بلد مستقر, آمن, حباه الله برجل يسهر على إعلاء مكانة دولته, لا تعيقه إمكانات محدودة, ولا مصاعب قد تنشأ هنا وهناك.
في العيد الوطني الثالث والأربعين الذي احتفلت به السلطنة امس, بدت بصمات السلطان قابوس واضحة في كل الارجاء, في المدارس والمصانع والمستشفيات والجامعات, وكل المرافق الحيوية والاقتصادية.
هذا ما سيكتبه التاريخ عن رجل يسمع صوت شعبه مباشرة, لا عبر وسطاء او من خلف الأسوار, يجالس مواطنيه في كل القرى والمدن والأمصار من أدنى البلاد إلى أقصاها, يعيش مشاعرهم, يقرأ في ملامحهم مطالبهم, يدرك احتياجاتهم قبل أن يطلبوها في جولاته السنوية.
سيذكره التاريخ سلطانا غير منتفع, قدوة في التفاني والعمل الدؤوب من أجل وطنه وشعبه.
حاكم من ابرز صفاته الرحمة لشعبه, يبذل قصارى جهوده في سبيل رقي وتقدم بلاده التي جعلها خلال أربعة عقود واحدة من اكثر الدول استقرارا, ونقلها من عتمة التخلف الى فضاء الفعل الحضاري, فهو أبعد بحنكته عمان عن حرائق وتوترات الاقليم, فكانت طوال السنوات الثلاث والاربعين الماضية واحة أمن وأمان, لم تؤرقها ابدا هواجس الارهاب والقلاقل, وذلك بفضل تضحيات جعلت العمانيين يقفون سدا منيعا في وجه رياح ما سمي” الربيع العربي”.
هذا هو السلطان قابوس الذي وفر لشعبه كل ما يساعد على الاستقرار والازدهار والعيش الكريم, وهو اقصى ما تبحث عنه الشعوب في عالم تتقاذفه المحن والحروب.
رجل تغلب بحكمته على محدودية ثروات الدولة وإمكاناتها التي لا تلبي طموحاته, واستطاع ان يبني دولة حديثة.
منذ البدء أدرك العمانيون أن خدمة الوطن ورفعته تكون باستقراره وأمانه, وعملوا بتوجيهات سلطانهم الذي اخذ على عاتقه تنمية البشر قبل الحجر, فكان الشعب الذي عمل بكد ولم يتلكأ يوما في مسيرته النهضوية طوال العقود الاربعة الماضية.
السلطنة تعيش اليوم واحدة من ابهى مراحلها, تكاد تخلو من الازمات, واذا وجدت فهي قليلة لا تقاس بما تعانيه دول اخرى, اكثر منها امكانات, وثروات. وهذا بعض ما سيذكره التاريخ عن سلطان سخر 43 عاما من عمره من اجل بلاده وشعبه الطيب الذي يعيش على ارض طيبة قال عنها في إحدى خطبه :”إن الأرض الطيبة تنبت زرعا طيبا”, والزرع هو الشعب العماني غير المتطلب, العارف ان الحياة الكريمة لا تقوم على طلب المستحيل, لأنه مؤمن بالحكمة المأثورة “إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع”.

أحمد الجارالله

المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.